مصر والاتحاد الأوروبي.. مواقف داعمة وشراكة استراتيجية
ترتبط مصر بعلاقات جيدة بالاتحاد الأوربي، ترقى إلى حد الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات، ويحرص الطرفان على التشاور بينهما في مختلف القضايا، وتتقارب مواقفهما في الكثير منها، حيث أعرب الاتحاد عن دعمه لمصر وتثمينه لمواقفها في العديد من القضايا.
واليوم توجه سامح شكري، وزير الخارجية، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، لتسليم رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي، كما سيلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى اجتماعات ثنائية مع عدد من نظرائه الأوروبيين وكبار المسئولين بالمفوضية الأوروبية؛ لمناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
شراكة استراتيجية
في آخر اتصال هاتفي بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، في بداية يونيو الماضي، أعرب الأخير عن تقدير الاتحاد الأوروبي للعلاقات القوية والمتميزة التي تجمعه بمصر، وتطلعه إلى مواصلة دفع التعاون في ضوء المصلحة المتبادلة ولما تمثله مصر من أهمية في الشرق الأوسط وإفريقيا، فيما أكد السيسي، حرص مصر على الارتقاء بالعلاقات مع الاتحاد باعتباره شريكا استراتيجيا.
الاتحاد الأوروبي ومواقف داعمة لمصر
وشهدت الفترة الأخيرة تعبير الاتحاد الأوروبي عن دعمه لمصر في عدد من القضايا وتثمينه لمواقفها وتحركاتها الدبلوماسية والسياسية في المنطقة، وعلى رأس هذه القضايا، الاعتداء الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ودعم الاتحاد لجهود مصر وتثمينه لنجاحها في وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى مواقف أخرى تتعلق بسد النهضة والأوضاع شرق المتوسط والأزمة الليبية.
تثمين للجهود المصرية الناجحة
وأعرب ميشيل، في اتصاله الأخير بالرئيس السيسي، أعرب عن "خالص تقدير الاتحاد الأوروبي للجهود المصرية الناجحة بقيادة الرئيس السيسي، والتي نتج عنها وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة".
وكانت مصر قد نجحت في التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بعد 11 يوما من القصف في مايو الماضي، والتزمت به الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الحين.
ليبيا.. تقارب في وجهات النظر وإشادة بموقف مصر
ومن القاهرة، قال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عقب لقائه سامح شكري، في سبتمبر الماضي، أنه لولا ضغوط مصر السياسية وإصدارها إعلان القاهرة لما تحقق وقف إطلاق النار في ليبيا، متابعا: "أود أن أثمن دور مصر في وقف إطلاق النار في لبيبا ولولا إعلان القاهرة ما تحقق وقف إطلاق النار".
وخلال لقائه مع الرئيس السيسي، في وقت لاحق، أكد بوريل، الأهمية الكبيرة التي يوليها الاتحاد الأوروبي لدور مصر المحوري الذي يحقق التوازن في القضية الليبية، مثمنا الجهود المصرية المُقدرة لدى الاتحاد الأوروبي تجاه مختلف القضايا التي تمثل تحديات بالمنطقة وتمس الأمن والاستقرار بدول المتوسط.
فيما أكد ميشال، في اتصاله مع السيسي، على أن المصلحة المشتركة لمصر والاتحاد الأوروبي في ليبيا مستقرة وموحدة. وأكد الرئيسان على أهمية دعم جهود حكومة الوحدة الوطنية والأمم المتحدة في إحراز تقدم على مختلف المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، بما في ذلك انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
سد النهضة.. ضرورة التوصل إلى اتفاق
وفي ملف سد النهضة، يذهب الاتحاد الأوروبي إلى حد بعيد مع رؤية مصر والسودان، بضرورة التوصل إلى اتفاق حول السد، ويؤكد مركزية العملية التي يقودها الاتحاد الإفريقي، في هذا الصدد، مع التنسيق الوثيق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ومؤخرا أعلن الاتحاد الأوروبي، عن أسفه لإعلان إثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة، دون التوصل إلى اتفاق مسبق مع مصر والسودان، مؤكدا أن الإجراءات الأحادية الجانب لا تساعد على إيجاد حل تفاوضي، مشددا على الحاجة الماسة لإيجاد خارطة طريق واضحة متفق عليها بشكل مشترك،
الاستقرار شرق المتوسط
وكان ملف شرق المتوسط، حاضرا على طاولة مناقشات الطرفين، حيث ناقش السيسي وميشيل، الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، وأكد رئيس المجلس الأوروبي، أن الاتحاد لديه مصلحة استراتيجية في بيئة مستقرة وآمنة في شرق البحر المتوسط، ورحب بالإجراءات التي اتخذتها مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.