هُنا مركز استطلاع الهلال.. "القاهرة 24" داخل مرصد الفلك بحلوان (معايشة)
قبل نحو 118 عامًا مضت استقر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أو كما كان يعرف في السابق بـ "المرصد الفلكي بحلوان"، فوق أحد الهضاب بمنطقة حلوان، والتي تقع جنوب محافظة القاهرة.
هنا مركز استطلاع الهلال لبداية الشهور العربية، والظواهر الفلكية المختلفة، والذي يعد أحد أقدم وأكبر المراصد الفلكية على مستوى الوطن العربي.
توجه “القاهرة 24”، إلى المعهد الواقع بين المرتفعات بمنطقة حلوان، وصعدنا مطلع الجبل لتفقد المواقع والنقاط التي يتم رصد تلك الظواهر منها، عدة مباني متناثرة في فضاء شاسع، وكأنها مجموعة من المجسمات لبنايات توزعت فوق ماكيت مصغر.
في البداية استقبالنا أحد أفراد الأمن بالمعهد، ورافقنا إلى مقر شبكة الزلازل، ومنها توجهنا إلى مقر قسم بحوث الشمس والفضاء، في المعهد وهو الجهة المنوطة برصد لحظات ميلاد أهلة الشهور العربية فلكيًا.
"هذا المكان العريق رصد عدد كبير من الظواهر الفلكية، والظواهر المتعلقة بالمناسبات الإسلامية التي أهمها استطلاع ميلاد الأهلة وبداية الشهور الهجرية فلكيًا"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد غريب، أستاذ فيزياء الشمس بقسم بحوث الشمس والفضاء في المعهد حديثه، معنا.
واستطرد غريب، أنه من أبرز هذه الظواهر هلال “شهر رمضان” لعلاقته بفرض أصيل في العقيدة الإسلامية وهو “الصيام”، بالإضافة إلى العديد من الظواهر الأخرى التي تهم الجمهور العام مثل" كسوف الشمس، وخسوف القمر".
وعلى مرتفعات شاهقة، تجولنا بين عدد من المباني الخاصة بالمعهد، واكتشفنا أنه يضم 6 أقسام هي “بحوث الشمس والفضاء، الجيوديسيا، الشبكة القومية للزلازل، الفلك، نزع السلاح، المغناطيسية والكهربية الأرضية”، ويقدم أحد معامل الأقسام، في بعض الخدمات القومية وذلك بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية في رصد أهلة بداية الشهور الهجرية.
وصعدنا بعد فترة وجيزة من وصولنا، وقبل غروب الشمس بدقائق إلى أخر دور في المبنى الخاص بقسم البحوث الفلكية، فوجدنا عدد من التلسكوبات تم وضعها لرصد الهلال وأخرى تم وضعها لرصد ظواهر البقع الشمسية، بالإضافة إلى عدد من خلايا الطاقة الشمسية التي تم وضعها لأغراض بحثية.
وفي الوقت ذاته يروي لنا أستاذ فيزياء الشمس، قصة إنشاء "المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية"، وأنه مر بمراحل كثيرة والعديد من المسميات منها: "مرصد حلوان، معهد الأرصاد"، بالإضافة إلى أنه تبع عدد من الجهات والهيئات المختلفة منها "وزارة الأشغال والري، وجامعة القاهرة عندما كانت تحمل اسم (جامعة فؤاد الأول).
وحدثنا غريب، أن المعهد مر بمراحل كثير من حيث تنقل مقراته، حيث كان أول مقر له في منطقة بولاق الدكرور، عام 1839م، ثم تم نقله إلى منطقة العباسية، ومن ثم وصل إلى موقعه الحالي بمنطقة حلوان في عام 1903م.
وعلمنا خلال الرحلة، أن المعهد يقوم بإطلاق لجان للرصد بمختلف مناطق الجمهورية تتكون من عضو من المركز، عضو من دار الإفتاء، عضو من هيئة المساحة، عضو من وزارة الأوقاف بالمحافظة التي سترصد منها اللجنة.
وأشار غريب، إلى أن عملية رصد الهلال تعتمد على فترة مكوث القمر بعد غروب الشمس، مشددًا على أن الهلال سيمكث في سماء مكة المكرمة نحو 35 دقيقة بعد غروب الشمس، وفي سماء القاهرة وباقي أنحاء الجمهورية ستتراوح فترة مكوثه من “38 إلى 40” دقيقة، وذلك خلال ليلة الاستطلاع لميلاد الهلال، مؤكدًا على أن اللجان تخرج إلى أماكن خارج المدينة بأماكن مظلمة وتتميز بسماء صافية، وبعيدة عن العمران، وتقوم بتبليغ النتائج لفضيلة مفتي الجمهورية، لأنه المنوط بأخذ القرار في الإعلان عن بداية الشهر الهجري من عدمه.
