اختيار "القاهرة 24" في دراسة بحثية لتطوير المحتوى الإخباري ومستقبل الذكاء الاصطناعي بكلية الإعلام
عقدت كلية الإعلام جامعة القاهرة، مؤتمرها العلمي الدولي السادس والعشرين تحت عنوان “الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي: مسارات للتكامل والمنافسة”، برعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، وبرئاسة الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام، وبإشراف الدكتورة وسام نصر، وكيلة الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث.
وشهد اليوم الأول العديد من الجلسات البحثية والنقاشية، من بينها جلسة بعنوان: "الذكاء الاصطناعي وتطوير المؤسسات الإعلامية" والتي يرأسها الدكتور حسن عماد، والمعقب الدكتور خالد صلاح الدين، والمقرر الدكتورة سحر مصطفى، وضمت الجلسة عدد من الأبحاث المتعلقة عن الذكاء الاصطناعي، واستعرضت الصحفية الدكتورة إنجي لطفي مدرس بقسم الإعلام كلية الآداب جامعة حلوان، كونها ضمن الباحثين المشاركين بالمؤتمر، دراسة بحثية بدراسة بعنوان "مستقبل إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية ودورها في تطوير المحتوى الإخباري".
ومن الناحية النظرية، تمثلت أهمية الدراسة في رصد وتتبع التغييرات التي قد تحدث في صناعة الإعلام بعد ظهور صحافة الذكاء الاصطناعي وانعكاساتها على هيكلة المؤسسات الإعلامية، والتي تعد ضمن الاتجاهات الحديثة القادمة في مستقبل صناعة الإعلام، وبالنسبة للأهمية من الناحية التطبيقية، تعد هذه الدراسة إضافة علمية للاستفادة من تطوير المنتج الإعلامي بواسطة آلات أو أنظمة ذكية أو روبوتات وذلك داخل المؤسسات الإعلامية، كما تساعد هذه الدراسة في تقديم مقترحات ورؤي استشرافية لإدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعرف على آليات العمل بها في المؤسسات الإعلامية.
تهدف الدراسة إلى معرفة واقع استخدام المؤسسات الإعلامية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتعرف على المزايا والسلبيات الناجمة عند إدخالها مستقبلًا، وكذلك التحديات التي يمكن أن تواجه المؤسسات، واستكشاف الرؤية الاستشرافية والمقترحات للقائمين بالاتصال والخبراء المتخصصين والأكاديميين تجاه مستقبل استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية.
وتنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية والاستكشافية، واعتمدت على المنهج المسحي بفرعيه الكمي والكيفي، واستخدمت الباحثة أداتي استمارة الاستبيان والمقابلات المتعمقة، فبالنسبة لاستمارة الاستبيان تم التطبيق على عينة عشوائية بواقع 124 مفردة، تمثلت في 14 مفردة في بوابة الشروق، و15مفردة في المصري اليوم، و17مفردة في موقع القاهرة 24، و15مفردة في روزاليوسف، و11مفردة في الأهرام، و16مفردة في قناة MBC مصر، و12مفردة في سكاي نيوز، و13مفردة في النيل للأخبار، أما بالنسبة لاستخدام دليل المقابلات المقننة مع الخبراء المتخصصين والأكاديميين بواقع 11مفردة.
وجاء في الإطار المعرفي، التعريف بمفاهيم الذكاء الاصطناعي وما الأدوات والتقنيات المستخدمة معه كمثل: الروبوت، وتقنيات الواقع المعزز، وتحليل البيانات الضخمة، وتقنيات التعرف على وجوه الشخصيات، وتقنيات الدردشة الآلية للرد على التعليقات، وتقنية البلوك شين، وتلخيص محتوى الفيديوهات إلى نصوص مختصرة، واستخدام تقنيات للتحقق من الأخبار المضللة، والتصحيح التلقائي للأخطاء اللغوية، واستخدام طائرات الدرون لتغطية أحداث الصراعات مما يقلل من المخاطر والخسائر البشرية وغيرها.
كما تطرق الجزء المعرفي أيضًا إلى التعرف على أبرز المؤسسات الإعلامية الدولية والتي تعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل: رويتروز، واسوشيتد برس، وBBC، وسكاي نيوز، وواشنطن بوست، وبلومبرج، ووكالة الأنباء الصينية شينخوا، والجارديان، ولوموند، وتايمز، وغيرها، وأيضًا الحديث عن تحديات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتطرق إلى تأثير صحافة الروبوت أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي على بيئة وسائل الإعلام والتي ستساهم في تطوير مهارات الصحفيين، وخلق قوالب صحفية مختلفة وتوفير الوقت والجهد، وتحويل الأخبار إلى فيديوهات أو رسوم بيانية، والتصحيح التلقائي للأخطاء اللغوية والإملائية، تصوير اللقطات الحية عبر كاميرات الدرون، وكشف المحتوى الزائف، واستخدام الـ BOTS الدردشة الآلية في الرد على التعليقات وإجابات القراء
أهم نتائج الدراسة:
(1) فيما يتعلق بدرجة اعتماد المؤسسات الإعلامية على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، اختلفت إجابات المبحوثين عينة الدراسة، حيث جاء الاعتماد بدرجة متوسطة في مقدمة إجابات القائمين بالاتصال في المؤسسات الإعلامية، بينما جاء الاعتماد بدرجة ضعيفة في صدارة إجابات الخبراء المتخصصين والأكاديميين، وذلك لعدم تحديث البنية التقنية للمؤسسات وعدم تدريب المحررين وعدم الاستعانة بخبراء ومطورين. وقد لاحظت الباحثة أنه مازال استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الإعلامية محل الدراسة في شكله البدائي ولم يرق إلى الشكل المتطور كمثل الاعتماد على أتمتة الأخبار أو استخدام الروبوت داخل غرف الأخبار أو غيرها من التقنيات الأخرى.
(2) جاء كيفية استخدام المؤسسات الإعلامية محل الدراسة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وفقًا لإجابات عينة الدراسة، أكدوا على استخدام الدردشة الآلية للرد على تعليقات القراء والذي ظهر في موقع "الشروق" أما في موقع "القاهرة 24" يستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أتمتة الأخبار وخاصة الأخبار الاقتصادية والمالية، أما في "روزاليوسف" فمن خلال مقابلة الباحثة جاءت الإجابات حول استخدام تطبيقات تساعد على تفريغ النصوص بشكل آلي من أجل توفير الوقت والجهد،
وبالنسبة للقنوات، في قناة MBC يقتصر الأمر على استخدام تطبيقات حديثة تساعد على سهولة المهام وإنجازها وجودة وعمق المحتوى من خلال الاعتماد على تحويل الأخبار إلى رسوم بيانية وفيديوهات، كما اعتمدت MBC في رمضان على تقنية "MBC BOT" والتي تعتمد على عمل جدول آلي يشمل عرض ملخص للمسلسلات والبرامج.
وفي قناة SKYNEWS بمقر أبو ظبي، يتم الاعتماد على استخدام طائرات الدرون في تصوير لقطات حية مثلما حدث في تصوير حادث مرفأ بيروت، وأيضًا استخدام الكاميرات الروبوت (Robo Camera Man) والتي يتم استخدامها في أحداث الصراعات والحروب، وبالتالي لن يتعرض العنصر البشري للمخاطر، كذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في التعامل مع البيانات الضخمة وتحليلها، بينما في "الأهرام" و"المصري اليوم" و"قناة النيل للأخبار" لم يتم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي حتى الآن.
(3) اتفقت إجابات القائمين بالاتصال بالمؤسسات الإعلامية والخبراء المتخصصين والأكاديميين على أن عدم تطوير البنية التحتية من أكثر التحديات التي يمكن أن تواجه ال(4) فيما يتعلق بالمزايا المتحققة في حال استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية مستقبلًا، جاء تطوير مهارات الصحفيين في صدارة إجابات القائمين بالاتصال بالمؤسسات الإعلامية عينة الدراسة وكذلك أيضًا الخبراء المتخصصين والأكاديميين، يليها تغيير أدوار الصحفيين وتفرغهم للمهام الإبداعية والبعد عن المهام الروتينية، ثم تطوير الفنون الصحفية وتغطية الأحداث أسرع، خاصة وأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي نتاج الثورة التكنولوجية والتطور الرقمي في مجال صناعة الإعلام، وتعمل على تلخيص الأخبار، والإنتاج بشكل آلي، واستخدام برامج الروبوتات في التغطيـة الصحفيـة أو إعـدادها، وفحص الحقائق، واكتشاف الأخبار المزيفة من خلا خوارزميات Facebook.
(5) جاء صعوبة تبني المؤسسات الصغرى لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في صدارة السلبيات الناجمة حال استخدام أو الاعتماد على تلك التطبيقات مستقبلًا داخل المؤسسات الإعلامية، يليها تقليل العمالة، فقد لاحظت الباحثة وجود تخوفات كبرى واعتقاد سلبي لدى المبحوثين من فقدان وظائفهم ومكانتهم المهنية في حال الاعتماد على تلك التطبيقات نظرًا لأنها تقوم على فكرة الإنتاج الآلي للأخبار وأنها ستحل محل العنصر البشري حتى ولو في بعض المهام.
(6) فيما يتعلق بمستقبل استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الإعلامية، اقترحت جميع عينة الدراسة بضرورة تدريب أجيال جديدة من الصحفيين على كيفية استخدام تلك التطبيقات، يليها الاستعانة بخبراء ومطورين ومبرمجين، وذلك وفقًا للعديد من الدراسات البحثية التي أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي قادم بقوة داخل المؤسسات مستقبلًا، والذي سيساعد على إنتاج كم هائل من المحتوى الآلي، والقدرة على كشف الأخبار المضللة.
واستنتجت الباحثة من إجابات المبحوثين بناءً على ما سبق أن العلاقة بين البشر والآلة ستصبح تكاملية وبالتالي لن يكون هناك تأثير سلبي فيما يتعلق بالاستغناء عن العنصر البشري، إنما سيتفرغ لإنجاز المهام التي تتطلب الإبداع والوجدان، بينما ستقوم الآلة بإنتاج الآلاف من الأخبار.
توصيات الدراسة
وفي إطار ذلك، أوصت الدراسة بالعديد من النقاط الآتية:
(1) إجراء العديد من الندوات والمؤتمرات، وجلسات للتعريف بمفاهيم الذكاء الاصطناعي وأساليبه وتقنياته.
(2) تطوير البنية التقنية للمؤسسات الإعلامية، وتحديث غرف الأخبار وصالات التحرير لمواكبة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتدريب العاملين على آليات الاستخدام بالمؤسسات الإعلامية مستقبلًا في حال استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
(3) يجب على المؤسسات الإعلامية المصرية إجراء زيارات لعدد من المؤسسات الإعلامية العربية والدولية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي بها والاستفادة من الخبرات وتبادلها.
(4) وضع أكواد وترميز للروبوتات التي تنتج الأخبار آليًا، ووضع ميثاق عمل مهني لضمان تحقيق المعايير المهنية والشفافية والمصداقية، وعدم الوقوع تحت طائلة القانون في حال خطأ المعلومات.