بوجه ملائكي.. الطفل "آسر" يبدأ أولى خطوات علاجه من ضمور العضلات (خاص)
بوجه ملائكي وابتسامة تخطف القلوب، يرقد الطفل آسر كريم الدين محمود، البالغ من العمر عام و10 أشهر، على أحد أسرّة مستشفى عين شمس التخصصي، التابع لجامعة عين شمس، وسط كم هائل من الأجهزة الطبية والمحاليل وغيرها من الأدوات الأخرى التي تشارك الصغير فراشه، وكأنه يعلن انتصاره في معركة لم يبدأ خطواته الأولى فيها بعد.
"أنا مش عارف أعبر من الفرحة" بهذه الكلمات استهل كريم الدين محمود، والد الطفل آسر، مريض ضمور العضلات الشوكي، حديثه، عقب نجاح عملية حقنه، والتي تمت أمس الأحد.
آسر ذلك الطفل الذي لم يقدر على الحركة ولم يتطور نموه كباقي أقرانه، فمنذ بداية ظهور أعراض مرض ضمور العضلات عليه، تسرب القلق لقلب والديه، واللذين بدأ في رحلة البحث عن علاج لطفلهم، عقب تشخيصه بمرض ضمور العضلات الشوكي، والذي يعد أصعب أنواع الضمور.
يروي والد آسر، الذي امتلأت كلماته بأنغام الفرح الممزوج بشعور الراحة والأمل: "أشعر بسعادة بالغة نتيجة لنجاح عملية حقن طفلي، فمنذ ظهور الأعراض عليه وهو عمره 3 أشهر، وبدأنا رحلة علاجه مع الدكتورة ناجية فهمي، مدير وحدة أمراض العضلات والأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس، بثت فينا الأمل لعلاج آسر".
ووسط هذا الزخم، تتابع عينا الطفل -الذي حاوطته الألعاب من كل اتجاه- جميع المتواجدين بالغرفة، وكأنه يريد القول أنا هنا معكم وسأفعل ما بوسعي للتغلب على هذا المرض، واستمر كريم، والد آسر في حديثه قائلا: عندما بحث عن العلاج لحالة آسر وجدت الحقنة تكلفتها 2.125 ألف دولار، وهو ما يعادل 35 مليون جنيه مصري، شعرت وكأنه ضربتني صاعقة كيف لي أن أتحمل مبلغ كهذا، من أين لي أن أجده لعلاج طفلي الذي ما زال في المهد، ولم يعرف شيئا عن الدنيا ومتاعبها.
ومن ثم يشاء القدر أن يفاجأ والد آسر والذي فاز باللوتاري الخاصة بشركة “نوفارس” ليحصل على الحقنة الخاصة بعلاجه مجانا، وذلك بفضل مساعدة الدكتور ناجية فهمي، والتي عرضت على والدي آسر التقديم له باللوتاري.
استطرد والد الطفل، حديثه بأن الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، وعددا كبيرا من الأطباء ساعدوه كثيرا في إعفاء الحقنة من الجمارك وغيرها من الأمور الأخرى، مشيرًا إلى أنه مدين لهم بالشكر على ما قدموه من خدمات لتلقي طفله آسر العلاج.
وعبر كريم الدين، عن سعادته البالغة بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتحمل الدولة تكلفة علاج مرض الضمور العضلي للأطفال حديثي الولادة، والتي تبلغ 3 ملايين دولار لكل طفل، بأنها انتصار لبعض الأسر المصرية على المرض الذى تقدر على تكاليف علاجه.