خطايا ارتكبها مدمنو المخدرات مع عائلاتهم.. قصص من الواقع (تفاصيل)
لم يدركوا أفعالهم، لم يشعروا بأنفسهم، فهم واقعون تحت تأثير المخدرات، ينتجون أخطاء لا تغُفر في حق عائلتهم، وبالأخص أنفسهم، تتلاشى حياتهم وتمضي نتيجة وخزة من حقنة هذا السم اللعين أو استنشاقه أو حتى تناوله، تتعدد الوسائل ولكن النهاية واحدة محتومة وهي الموت.
سرقة ذهب الأم
كشف أحمد محمود معاناته خلال فترة إدمانه، فقال: "أقلعت عن إدمان المخدرات منذ 7 سنوات، حيث بدأ الطريق من خلال تناول مختلف الحبوب المُخدرة والـ "حشيش" إلى أن وصلت لـ "البودرة" التي دمرت حياتي"، حسبما وصف.
وأضاف يحيى، في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24"، أنه بعد أن أصبح لا يملك المال لشراء المخدرات، اتجه للسرقة والنصب على أهل بيته أولًا، حتى شقيقته الصغرى لم تسلم من أذاه، وبعد أن سلب منهم كل ما يملكونه، أصبح سارق أصدقائه وأقاربه حتى الغرباء، متابعًا: "خسرت كل أهلي وأصحابي وحياتي راحت".
وتابع: "أنا مش همشي وحياتي مش هتخلص من سكات" بتلك العبارة وصف يحيى إرادته التي قررت أن تتخلى عن المخدرات، وتجعله شخصًا يتمكن من الحياة وسط الآخرين الذين ينظرون إليه كشابٍ "فالت"، إذا انتهى طريقه مع المخدرات بالموت، فهذا ما يستحقه.
الأم الداعم الوحيد رغم سرقتها
بيّن أحمد أن والدته هي المساعد الأول له للرجوع عن طريق الإدمان، فهي من حفزته للمشي في رحلة العلاج من المخدرات، وبالفعل كان تشجيعها إليه هو يد المساعدة التي انتشلته من مرضه.
وأكد يحيى أنه يعيش الآن حياته بصورة طبيعية وسط أهله وأصدقائه والمجتمع الذي كان منبوذًا منه، كما أنه يحاول قدر الإمكان أن يُصلح علاقته مع الله عز وجل، لافتًا: "هسيب ذكرى وسيرة جميلة وسط الناس، هخلي الدنيا كلها تعرف إني مبطل".
سرقة الأجهزة المنزلية
أوضح أحمد محمود أنه كان يسرق الأموال من بيته، بالإضافة إلى الأجهزة المنزلية، لبيعها وشراء المخدرات بثمنها، وقال لـ "القاهرة 24": "تطاولتُ على والدي بالضرب والسباب، وأعمال عنف متكررة مع أفراد الأسرة، بسبب عدم اتزاني، ورغبتي الشديدة في تناول الجرعات المخدرة".
وقال: “إن المخدرات هي من أحسسته بأنه أخيرًا أصبح شخصًا كاملًا، لا يعاني من أي عيوب، ويقدر الآن على مواجهة من حوله، حيث كانت تعوضه عن العزلة التي كان يعاني منها، كما كانت الصديق الحنون له وقت الأزمات”.
وتابع أنه تدرج في مراحل الإدمان بداية من "الحشيش" مرورًا بالأدوية المخدرة حتى المادة البيضاء، إلى أن بدأ الوهن والضعف يمتلك جسده، ولاحظ من حوله تغيير سلوكياته التي أصبحت عنيفة بعض الشيء.
وأضاف: "عشت حياة عبثية ملهاش حتى إطار ديني يرجعني عن اللي كنت فيه"، مستكملًا: “بعدما دخلتُ في حالة اكتئاب شديدة توجهتُ لأخذ جرعات أكبر من المخدرات، ووصلتُ إلى التفكير في الانتحار”.
وأكد أنه بعد شعوره بضياع نفسه ونومه بالشوارع وتخبطه في جدران الحياة هنا وهناك، نجحت إحدى محاولاته المتكررة في دخول مصحة لعلاج الإدمان.
تمكن أحمد من خلال طبيبه الذي استطاع أن يكون له أبًا قبل أن يكون مُعالجًا، أن يُخلصه من مرض الإدمان الذي نهش جسده، واستطاع أن يتصل بالحياة مرة أخرى: "ابتديت أحس إني جزء من الحياة وأقدر أتواصل مع ربنا".