ممنوع من رؤية الشمس ولا يرتدي ملابس شتوية.. عمرو ووالدته يتحديان المرض والتنمر بالطبخ
ألم جسدي ونفسي دون انقطاع يعيشه عمرو، طفل لم يتخط الثامنة من عمره، فخلال 5 سنوات قضاها الطفل بين جدران منزله وحيدًا، ينظر إلى من هم في نفس سنه من زاوية مظلمة، دون أن يقدر على ممارسة نفس ألعابهم.
يتمتع عمرو بموهبة كرة القدم، لكن مرضه -سرطان الجلد- حكم عليه بتركها، ولأنه في أغلب الأوقات يكون داخل المنزل، ففكرت والدته في شيء يضيف له جديدا ويشعر معه بالمتعة والتسلية، لذا أقدمت على تعليمه الطبخ، ولكن حتى موهبته تلك عليه إنجازها في وقت قليل جدًا، لأن جسمه لا يتحمل وهج الحرارة.
تقول عزة شميس، والدة الطفل عمرو: “مرض طفلي معقد قليلا، فهو يعاني من مرض يصنف بـ”عدو الشمس"، وبمجرد تعرضه للشمس، يصاب بما يشبه بسرطان جلد خبيث، لذا فهو ممنوع بشكل دائم من رؤية الشمس".
وأضافت في تصريحات لـ "القاهرة 24": "الدكاترة أجمعت أنه جين وراثي من زواج الأقارب، والمرض ليس له علاج، والحل إنه يلغي حياته خلال النهار، حيث أجرى 3 عمليات، ومن وقت ظهور المرض، وكل حياته تغيرت، حتى ترك المدرسة".
وتابعت: "كان عمرو طفلا طبيعيا حتى 3 سنين، ومن وقتها تغير لون بشرته من اللون الطبيعي إلى البني الغامق، وذهبنا إلى طبيب جلدية، ونصحنا بالذهاب للبحوث الوراثية، وهناك عرفنا أنه يعاني من سرطان الجلد".
"ممنوع من الضوء ورؤية النور".. كلمات نصح بها الأطباء الأم، حتى حرم عليه الخروج في النهار، كما يجب عليه ارتداء ملابس قطنية بشكل كامل، بما يغطى كل جسده: ذهب الطفل إلى المدرسة كبقية أصدقائه ممن هم في السن نفسها، ولكن وضعه الصحي تأخر كثيرًا، فتحول الورم إلى خبيث، وبعدها دخل العمليات من أجل استئصاله، ثم عاد مرة أخرى للعمليات بعد 14 يوما.
تستطرد الأم حديثها قائلة: "أخبرنا الأطباء أن الورم سيستمر معه طوال العمر، وأنه لا يوجد علاج له، والحل الوحيد هو أن يبتعد عن الضوء ويلجأ للترقيع، وهو ما يسبب له نزيفا يوميا من وجهه.
24 ساعة يقضيها الصغير أمام المروحة، ويُمنع من ارتداء الملابس الشتوية، ووسط كل هذا الألم الجسدي الذي يعيشه "عمرو"، لم يسلم من التعرض للتنمر في الشارع.
