بين حماس وفتح.. من المسئول عن تعثر مفاوضات إعادة إعمار غزة؟ (تفاصيل)
لاتزال المشاورات مستمرة بين القوى الإقليمية والدولية والفعاليات الفلسطينية في خصوص تسريع البدء في إعادة إعمار قطاع غزة بعد موجة التصعيد الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتعمل الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور محمد أشتية، للتوسط بين الدول المانحة وقطاع غزة لحل النقاط العالقة التي تمنع إدخال أموال المساعدات إلى القطاع المحاصر حتى اللحظة.
ورغم إبداء رام الله استعدادها لتحمل مسؤولية إعادة اعمار غزة وتلقي أموال المساعدات الموجة للقطاع، ترفض القيادة الحمساوية أي مقترح يمنح السلطة في رام الله أي صلاحيات ميدانية في القطاع.
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، يرفضان تحويل أموال المساعدات إلى قطاع غزة مباشرة، نظرا لتصنيف حركة المقاومة الإسلامية حماس بشقيها السياسي والعسكري كفصيل إرهابي.
ورغم ارتفاع شعبية حماس مؤخرًا بعد معركة سيف القدس حسب أخر الدراسات المسحية في فلسطين- إلا أن المستجدات الأخيرة أعادت السلطة الفلسطينية إلى منصة المفاوضات الدولية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والجهة الفلسطينية الوحيدة التي يعتبرها المجتمع الدولي قوى معتدلة تحظى بالحد الأدنى من الاعتراف.
من جهة أخرى، تحدثت مصادر مطلعة نقلا عن شبكة أخبار الشرق، أن واشنطن قد أبلغت كل من السلطة الفلسطينية والقاهرة، أن استمرار تأخر إعادة إعمار قطاع غزة بسبب تعنت حماس، لا يخدم الغزيين الذين يعيشون وضعا إنسانيا حرجا.
وتشير المصادر ذاتها، إلى تحفظ أمريكي على سياسات حماس، ومحاولاتها المتكررة لاختراق منظمة التحرير الفلسطيني وحركة التحرير الوطني فتح، لإحكام السيطرة على الضفة الغربية وتحويلها إلى قطاع غزة جديدة، ما يهدد الاستقرار في المنطقة.
ويبدو أن التقارب غير المعلن بين جبريل الرجوب أمين سر فتح، ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، يجابه بفيتو دولي وإقليمي، نظرا لنوايا حماس الواضحة لتقويض سلطة الرئيس أبو مازن.
ولايزال الوضع في قطاع غزة على حاله بعد معركة سيف القدس الأخيرة، فرغم إعلان أكثر من دولة وعلى رأسها جمهورية مصر العربية استعداداها للمساهمة في إعادة إعمار القطاع، تصطدم هذه الإرادة الإقليمية والدولية برفض حماس أي وصاية لغيرها على أموال المساعدات.