شباب البحر المتوسط.. كيف أحيت مبادرة "إحياء الجذور" فكرة عمرها آلاف السنين؟
من جذور وثقافات مختلفة، شارك وفد من الشباب المصري اليوناني القبرصي، في النسخة الشبابية الرابعة من المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور"، التي تنظمها وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج، استنادًا للتاريخ المشترك بين الدول الثلاث والممتد عبر آلاف السنين، وهو الأمر الذي جعل مصر أول دولة في العالم تحتفل بالجاليات التي أقامت بها دعمًا للعلاقات بين الشعوب.
مصري قبرصي
“أول مرة أشارك في مبادرة إحياء الجذور نوستوس".. بتلك الكلمات بدأ نيكولاس الفتريو، المصري القبرصي والذي يعيش في محافظة الإسكندرية حديثه مع “القاهرة 24” حول مشاركته في النسخة الرابعة من مبادرة "إحياء الجذور"، مؤكدًا على أنه يرى بلده في ثوب جديد ومختلف.
يقول نيكولاس – 25 عامًا - والذي يدرس في عامه الثالث بكلية الهندسة في الأكاديمية العربية، إن زياراته للقاعدة البحرية في محافظة الإسكندرية كانت من ضمن الزيارات المهمة خلال البرنامج بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية، مُبديًا إعجابه بالجزء الخاص بالمشروعات الرقمية، ومُشيرًا إلى أن الزيارة في تلك المرة كانت تتُرجم لنا باللغة الإنجليزية وهو ما ساعد على الفهم والاستيعاب بطريقة أفضل وأوضح بالنسبة له وللشباب القبرصيين واليونانيين، مؤكدًا على سعادتهم بالزيارة.
جولة نيكولاس والمشاركين معه لم تكن لتتم بهذه السهولة دون مجدي محمد، وهو مرشد الجولات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، إن زيارة الوفد المصري اليوناني والقبرصي، لمكتبة الإسكندرية في إطار المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور"، بدأت بإعطائهم فكرة عن تاريخ المكتبة ونشأتها، ثم الحديث عن المباني المختلفة أهدافها، ساحات المكتبة، مركز المؤتمرات، القبة السنوية، وقاعة الاطلاع وسبب تسميتها بهذا، هذا وبالإضافة إلى اطلاعهم على المشروعات الرقمية التي تقدمها المكتبة والموقع الإلكتروني الخاص، فضلًا عن بعض المعارض داخل المكتبة، والاطلاع على قطع كسوة الكعبة القديمة، وفي النهاية اختتُمت الجولات داخل بعض المتاحف مثل متحف الرئيس الراحل السادات، وعرض بانورامي عن تاريخ مصر.
بحب شديد ومتابعة، يقوم مجدي بدوره في تجهيز الجولة داخل مكتبة الإسكندرية لاستقبال الوفود التابعة لمبادرة "إحياء الجذور" والتي تختلف كل مرة عن الأخرى من حيث اهتمامات الزائرين، قائلًا: "من عنوان الفوج بنعرف إيه أكتر حاجة هتشد الزائر وبنركز عليها"، مُشيرًا إلى أن الوفد في تلك المرة من فئة الشباب وأكثر ما تم التركيز معهم عليه هو التاريخ، وذلك نظرًا إلى أن تاريخ المكتبة به العديد من الشخصيات اليونانية.
مصريات يونانيات
"مبسوطة إني جزء من المبادرة".. تحكي آية فايونتي المصرية اليونانية بأنها سعيدة بكونها جزءًا من مبادرة "إحياء الجذور"، مُشيرة إلى أن أهمية المبادرة ودورها في تدعيم وإحياء العلاقات اليونانية المصرية والتي نُشأت بالفعل منذ آلاف السنين، ومؤكدة أيضًا على وجود العديد من الثقافات والمعيشة المشتركة بين مصر واليونان التي تؤكد عليها المبادرة.
تتمنى آية أن تصل كل المعلومات التي حصلت عليها من المبادرة إلى شباب الجيل القادم، مسترسلة: "نتمنى أننا كجيل جديد نقدر نوصّل اللي أخدناه للجيل اللي بعدنا"، مُشيرة إلى أن الوسائل التكنولوجيا المختلفة هي السبيل الأكبر للوصول إلى الأجيال الجديدة وتعريفهم بالمبادرة وكيفية مشاركتهم فيها والتسويق لها، وأن اجتماعها مع الشباب القبرصي واليوناني، لتجميع الأفكار والمقترحات التي تساعد في تطوير المبادرة وتوصيلها إلى أكبر عدد كي تلائم جميع الأجيال.
وعلى جانب آخر، شاركت فوزية محسن التميمي، في النسخة الرابعة من المبادرة، والتي تجمع جذورها ما بين المصري حيث والدها واليوناني حيث والدتها، كما أنها التحقت بمدرسة يونانية في مصر ومن ثم كلية الطب البشري حتى أصبحت طبيبة في مصر، قائلة: "تم اختياري على الأسس التي تم وضعها للمشاركين والتي من ضمنها أن نكون حاملين الجنسيتين، وخلصنا تعليم"، رادفة: "زرت أماكن مكانش عندي الفرصة قبل كدة أني اشوفها وجاتلي فرصة كمان اتعرف على ناس كتير"، وبصوت حيوي عبرت عن سعادتها وأكدت أن المبادرة نظمت على مستوى عالي وأن أهم الخطوات خلالها هي المذكرة التي سيتم رفعها للجهات المعنية والتي ستضمن أفكار الشباب الخاصة بتطوير المبادرة وتوصيلها لأكبر عدد ممكن.