المدمن والمنتحر في الميزان الديني.. كاهن كنيسة العذراء يجيب
لا تزال التساؤلات قائمة حول تعامل الكنيسة مع الإدمان والانتحار، من حيث إقامة صلاة جنازة لهم، إلى جانب الطقوس الدينية الموضوعة في هذا الشأن.
قال القس موسى عبود، كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بعين شمس الغربية، إن الكنيسة لا تصلي على المنتحر، لعدة أسباب أهمها عدم التشجيع على الانتحار.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24" أن الصلاة على المنتحر تعتبر تشجيًعا على الانتحار، بالإضافة إلى أنه شخص منعدم الرجاء في الحياة الأبدية، موضحًا: "فاكر إن بموته كل مشاكله هتنتهي، ناسي إن في حساب مع ربنا".
واستشهد موسى بآية من الإنجيل قائلًا: أوصى الله الناس بعدم قتل النفس ضمن الوصايا العشر “لا تقتل”، وفي الانتحار الشخص يقتل نفسه، وهي ليست ملكه بل ملك الله.
وتابع: "مش ده الطريق اللي راسمه الله لينا للحياة والعالم، والمنتحر لما بيقتل نفسه مش هيلحق يتوب"، مشيرًا إلى أن المنتحر فاقد الإيمان والرجاء بالحياة الأبدية غافلًا عن حساب الله له.
وواصل: "يجوز الصلاة على المتنحر في حالة أن يكون مسلوب للإرادة كاملةً غير مدرك أفعاله، ولم يسطر على نفسه".
وعن الفرق بين المدمن والمنتحر قال: "المدمن يُصلى عليه لأنه في الغالب يحاول يتوب ولكن غير مدرك طريق التوبة، لارتباطه بتلك الخطية والضعف"، موضحًا: "المدمن في ناس بتحذره طول الوقت، ممكن يكون بيحاول يتوب لكنه مات قبل توبته".
وأوضح: "الإدمان وصل الشخص لمرحلة خارج الوعي، ولكن خلال طريقه في الإدمان كان على كامل وعيه وإدراكه بأفعاله، فهناك العديد من المدمنين يدخلون المصحات النفسية، إلا أنهم رافضون للعلاج، مما يجعلهم ينتكسون ويعودون مجددًا لشرهم".