نزوة عابرة وصداقة وأشياء أخرى.. مجموعات التعارف الإلكترونية في ميزان السوشيال والشرع
اعتدنا استقلال سياراتنا يوميًا حتى في أشد الأيام حرارة دون قلق حيال ذلك، فمع تشغيل المكيف لن يكون هناك رغبة في الترجل من السيارة أصلا، قَلّتْ زياراتنا للأصحاب والأقارب عن ذي قبل، فباستخدام واتساب أو ماسنجر أو غيرهما أصبح بإمكاننا التواصل على مسمع ومرأى كأننا في ذات المكان، لم يعد من الضروري الخروج للعمل يوميا داخل مكتب مكتظٍ ذو تهوية رديئة، فالجهاز الخلوي المحمول يمكننا إنجاز أعمالنا دون أن نحرك ساكنًا.
إن نظرنا يمينًا أو يسارًا وجدنا التكنولوجيا تغزو حياتنا بشكل مخيف، حتى إن البعض استبدل وجود الأشخاص الفعليين في حياتهم ببعض "الإيميلات"، التي تتم إدارتها عبر شاشات ذوات أحجام مختلفة، دون علم الطرف الآخر في العملية الاتصالية بحقيقة من يُحدّثه، لربما اعتدنا كل هذا، لكن من كان يظن أنه حتى الزواج قد يصبح إلكترونيًا؟!
لم تترك وسائل الاتصال الحديثة حيزًا في حياتنا الحديثة إلا دخلته، حتى ما اعتدنا أنه سنة الحياة، لم يكن بدوره بعيدًا عن طائلة الغزو التكنولوجي، فأصبحنا نرى مجموعات التعارف والزواج على مختلف المنصات الاجتماعية، والتي تضم ملايين المشاركين، لكل منها هدف مختلف، فما حقيقة هذه المجموعات؟ وما الذي تقدمه بالفعل للمشاركين فيها؟ وما موقف الشرع مما يجري بها؟
جروبات الزواج الإلكتروني:
هي مجموعات يتم إنشاؤها على مختلف المنصات الاجتماعية بهدف التعارف بين الفتيات والشباب، على أمل أن يفضي ذلك إلى الزواج لاحقًا، حيث انتشرت بشكل واسع على "السوشيال ميديا" في الآونة الأخيرة، خاصة منصتي "فيسبوك وواتساب".
ولعل أشهر تلك المجموعات وأحدثها ما يعرف بـ"جروب هشام" أو "engagement"، والذي يهدف إلى خطبة الفتيات عن طريق طلب الشاب يدها من الأدمن (هشام)، في رسالة نصية عبر تطبيق "ماسنجر"، مرسلًا له اسم حساب تلك الفتاة التي يرغب بخطبتها، فيقوم هشام بنشر تلك الرسالة في منشور على مجموعته والسؤال عن موافقة صاحبة هذا الحساب، بعد أن يتأكد من صحة نية مرسل الرسالة، فيما تجيب الفتاة بالرفض أو القبول عبر تعليق تضعه على نفس المنشور.
ورغم اشتراك مجموعة "engagement" مع غيرها من مجموعات الزواج الإلكترونية في الهدف الظاهري، إلا أنه يسلك نهجًا مختلفًا كليًا عن أقرانه من حيث الوسيلة التي يتبعها، والتي سبق ذكرها، إضافة إلى التأكيد على حسن النية دائما، والأهم هو نجاح تنفيذ تلك الاستراتيجية فعلا وتحقيق الهدف من المجموعة، حيث تم ما يقرب من 50 خطبة من خلالها من محافظات مختلفة بفضل هذه المجموعة.
يذكر أن هشام دائمًا ما يحرص على نصح الفتيات بعدم الموافقة على الحديث، مع من طلب يدها علنا في تلك المجموعة بشكل سري، لافتًا إلى أن الغرض من مجموعته هو الجمع في حلال لا غير.
مجموعة هشام ليست وحدها من تسعى لتحقيق ذلك الغرض، إلا أن معظم ما تم إنشاؤه من تلك المجموعات تعتبر عديمة التأثير، أو أن حقيقة ما يجري بها لا يتوافق مع الغرض الظاهري لإنشائها، حيث يعتبرها البعض وسيلة للتسلية، أو ربما تحقيق أهداف جنسية.
مجموعة "الزواج الحلال للجادين فقط"، هي الأخرى إحدى مجموعات الزواج على فيسبوك، لكنها متخصصة في غير البكارى، أي المطلقين أو الأرامل، ولا تحدث تأثيرًا يُذكر كسابقتها.
يذكر أن هناك الكثير من تلك المجموعات على المنصات الإلكترونية المختلفة، أغلبها يكثر استخدامها في استدراج المتعة والتسلية ليس إلا.
حكم الشرع في تلك المجموعات:
وعن حكم إنشاء تلك المجموعات والانضمام لها يقول الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن حكم الزواج الذي يتم عبر مجموعات فيس بوك أو واتساب وغيرهما من منصات التواصل الاجتماعي؛ يتوقف على نية القائمين على الإنشاء والاشتراك في مثل هذه المجموعات.
وأضاف عثمان في حديثه لـ"القاهرة 24" أن هذا الأمر يتوقف على خوف القائمين على هذه المجموعات وكذا المشاركين فيها من الله وأمانتهم، حيث لن يضر ذلك إن حسنت نياتهم وشرُفَ قصدهم وابتغى الخاطب الحضور الفعلي في بيت الأسرة حقًا.
وتابع عويضة أنه إذا ابتغى الشاب بذلك التسلية واللعب بمشاعر الفتيات فإنه يحرم شرعا.
