محافظ الفيوم يقترح إقامة ورش لإنتاج بدائل "الشنط" البلاستيك الورقية
استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم لبحث عدد من الموضوعات البيئية المشتركة، وذلك استكمالًا لرؤية وزارة البيئة في التعامل مع القضايا البيئية من منظور اقتصادي وما تم في محافظة الفيوم من تطوير في البنية التحتية للمخلفات وافتتاح مشروع تحويل المخلفات إلى طاقة بالتغويز اللاهوائي بالمحافظة وذلك لأول مرة في مصر، والذي يقوم بتحويل القمامة والمخلفات الزراعية إلى كهرباء وسماد، وكذلك في ظل ما تشهده محمية وادى الريان من تطوير في البنية التحتية بها والذى يراعى الحفاظ على الموارد الطبيعية مع توفير الراحة والاستمتاع للزوار مما يضعها ضمن أهم المحميات الجاذبة للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء.
وقد شهد الاجتماع عقد عدد من اللقاءات مع الجهات المعنية بعدد من الموضوعات المختلفة وفى مقدمتها المخلفات الصلبة وسبل إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون والترويج للمحميات والسياحة البيئية، بالإضافة إلى بحث سبل تنفيذ مشروعات صغيرة بالمحافظة، وذلك بالمركز الثقافي البيئي بيت القاهرة.
وخلال الاجتماع ناقشا الطرفان الوضع التنفيذي للبنية التحتية لمنظومة إدارة المخلفات الصلبة بحضور مسئولي جهاز تنظيم إدارة المخلفات وكذلك فرص إنشاء محطات لتحويل المخلفات لطاقة كهربية بالمحافظة، حيث أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن المحطة الوسيطة الثابتة التي تم تنفيذها ضمن المرحلة الأولى لمخطط منظومة إدارة المخلفات البلدية بالمحافظة اقترب انتهاء تنفيذها وسيتم تسليمها قريبا، بينما تتضمن المرحلة الثانية والحالية إعداد المدفن الصحي بإطسا، بالإضافة إلى إعداد عقود التشغيل الخاصة بالجمع والنقل ونظافة الشوارع وخدمات التدوير، كما تناول الاجتماع آليات تخصيص موقع بالمحافظة لتنفيذ إحدى محطات تحويل المخلفات لطاقة.
كما تناول الاجتماع متابعة ما تم تنفيذه بمشروع إعادة التوزان البيئي لبحيرة قارون، وما تم اتخاذه من إجراءات بمشروع إعادة إحياء البحيرة مع تطويرها من خلال تفعيل مذكرة التفاهم بين ( محافظة الفيوم وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والشركة المصرية للأملاح والمعادن، والشركة الدولية لإنتاج محطات التحلية ومعالجة المياه)، مؤكدة على بذل الجهود للسير فى طريق التنمية والتطوير على كافة المحاور للارتقاء بمحافظة الفيوم.
كما تم خلال الاجتماع استعراض ما تم من إجراءات لإقامة مجمع صناعي لإنتاج الأملاح الصناعية والغذائية على مساحة ٤٠٠٠ فدان، حيث إنه جاري اعداد دراسة تقييم التأثير البيئي تمهيدًا للحصول على موافقة بيئية قبل البدء فى التنفيذ والحصول على ممارسة النشاط من قطاع حماية الطبيعة.
كما تم استعراض ما تم من إجراءات مشروعات معالجة مياه الصرف الصحي، حيث أشار محافظ الفيوم إلى إنه تتولى وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية بالتعاون مع الجهات المعنية والمشروعات الخاصة ببنك إعادة الإعمار الأوروبي رفع نسبة التغطية بخدمات الصرف الصحي بمحافظة الفيوم، لافتًا إنه جارى تنفيذ المشروع وقد تم الحصول على 7 موافقات بيئية تتضمن موافقة لمحطة معالجة وعدد ٦ مشروعات شبكات صرف، بالإضافة إلى إنشاء محطات ممولة من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
وفيما يتعلق بمشروع معالجة مياه الصرف الصناعي، لفت المحافظ، إلى أنه تم القيام بعدة حملات تفتيشية مكبرة على المصانع بالمنطقة وتم توفيق أوضاع وإيقاف الصرف المخالف لعدد من المنشأت المخالفة لمعايير الصرف علي الشبكة العمومية، مما نتج عنه تخفيض احمال الصرف على البحيرة بنسبة كبيرة، وقد سبق اقتراح قيام وزارة التجارة والصناعة بإنشاء محطة جديدة لمعالجة الصرف الصناعي للمنطقة الصناعية بكوم أوشيم بالتنسيق مع وزارة الإسكان، وتم توفير مبلغ 200 مليون جنيه لصالح هيئة التنمية الصناعية وجارى الانتهاء من الرسومات والتصميمات الهندسية مع مراعاة انشاء المحطة بطاقة استيعابية تتناسب مع التوسعات المستقبلية بالمنطقة الصناعية.
كما التقت أيضًا الدكتورة ياسمين فؤاد والدكتور أحمد الأنصاري والدكتور عماد عدلي منسق برنامج المنح الصغيرة، لبحث إمكانية تمويل عدد من المشروعات الصغيرة التي تخدم المحميات وقرى محافظة الفيوم.
وأكدت وزيرة البيئة خلال الاجتماع على خصوصية برنامج المنح الصغيرة، حيث إنه يختار مجالات عمل محددة من قبل مرفق البيئة العالمي وهى مجالات التنوع البيولوجي، التصحر، تغير المناخ ويكون من الصعب اختيار مجالات محلية ليست لها علاقة بالثلاث مجالات، وأن يكون للمشروع تأثير مباشر على تلك القضايا.
وأشارت وزيرة البيئة خلال الاجتماع إلى أن المشروعات الصغيرة التي تنفذ لا بد أن تخدم المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الدولة فمشروع الدراجات التشاركية الذى تم تنفيذه بمحافظة الفيوم له علاقة بمشروع يتم تنفيذه مع وزارة الإسكان وهو النقل المستدام، وأيضًا مشروع الإدارة الفعالة للمحميات الطبيعية يتم تنفيذه لخدمة مشروع يتم تنفيذه مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى "UNDP" يخص دمج التنوع البيولوجي في السياحة فهذه المشروعات الصغيرة تقوم بدعم المشروعات الكبيرة التي تنفذها الدولة.
كذلك أوضح الدكتور عماد عدلي أنه يجب أن يكون المشروع الصغير ذو عائد على البيئة العالمية كأن يساهم على سبيل المثال في التقليل من انبعاثات الكربون، مشيرًا إلى أنه تم تمويل عدد ٧ مشروعات في محافظة الفيوم بالتعاون مع UNDP وبالتنسيق مع وزارت البيئة والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية والخارجية ومجموعة من الخبراء والمتخصصين وذلك بهدف ان يكون المشروع معبرًا عن رؤى كافة الأطراف.
وقدمت وزيرة البيئة خلال الاجتماع مقترحًا بشأن تنفيذ مشروع تحت مسمى "الفيوم افضل دون بلاستيك" على أن يتم تنفيذه داخل المحميات الطبيعية ليكون نموذج تتحذى به باقي مناطق وقرى محافظة الفيوم، مشيرةً إلى ضرورة أن يشتمل المشروع على حملات توعية، اقتراح لبدائل البلاستيك، تشغيل المجتمع المحلى لإنتاج تلك البدائل.
كما اقترح محافظ الفيوم بأن يتم عمل ورش وخطوط إنتاج من خلال جهاز تنمية المشروعات الصغيرة لإنتاج بدائل الشنط البلاستيك الورقية أو القماش من خلال تلك الورش المحلية، حيث أن ذلك سيربط بين المجتمع المحلى والمشروع والوزارة ويحقق الهدف وهو التخلص من البلاستيك.
وفى مجال السياحة البيئية ناقشت الدكتورة ياسمين فؤاد والدكتور أحمد الأنصاري سبل الترويج للسياحة البيئية والاستثمار بمحميات الفيوم للوقوف على آخر المستجدات في متابعة تصاريح ممارسة النشاط بمحمية وادي الريان بحضور ممثلي الجهات المعنية وخبراء الوزارة بالمحميات.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن الوزارة نجحت في تحقيق الهدف الحقيقي من تطوير محميات الفيوم، وهو الترويج للإمكانيات التي تتمتع بها بما في ذلك قدرة الانسان على التصالح مع الطبيعة وإقامة أنشطة وممارسات مسئولة للتمتع بتلك الطبيعة المتنوعة والترويج للسياحة البيئية في مصر بشكل مختلف من خلال عرض مقترح أحد المستثمرين المصريين لإقامة مخيمات بيئية بمحمية وادى الريان بالفيوم بالتعاون مع أفضل الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال بجنوب افريقيا معربة عن أملها في ان يكون هذا المشروع بداية لفتح مجال جديد للسياحة البيئية بمحميات الفيوم ولتحسين فرص السياحة البيئية بالمحافظة.
واتفق الحضور على تنظيم جولة بمحمية وادى الريان بحضور محافظ الفيوم للوقوف على الأوضاع الحالية بالمحمية بالإضافة إلى اختيار افضل المواقع لإقامة المخيمات البيئية بما يتوافق مع الاشتراطات البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية.
كما وجهت الدكتورة ياسمين فؤاد بإعداد خطة عمل متكاملة بالتعاون مع مشروع البرنامج البيئي للتعاون المصري الإيطالي حول تطوير البنية التحتية بمحميات الفيوم وجهود الوزارة والمشروع في دمج المجتمع المحلى ورفع الوعى بالإضافة إلى الاستثمار بالمحميات والترويح للسياحة البيئية بها خاصة في ظل إقامة المخيمات البيئية المزمع إنشاءها.
كما تضمن الاجتماع قيام الدكتور محمد سامح مدير عام المحميات المركزية باستعراض الموقف الحالى لمحمية وادى الريان والإجراءات القانونية التي سيتم تنفيذها لحماية الموارد الطبيعية بالمحمية تجاه بعض التعديات بالإضافة إلى استعراض الموقف الحالي لتقنين أوضاع الأراضي وما تم باللجنة المختصة لإنفاذ القانون.