بعد واقعة تعذيب أم لبناتها.. خبير نفسي: 90% من الأطفال يتعرضون للاعتداء من قِبل الآباء
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات الأخيرة، مقطع فيديو لأم جردت بناتها من ملابسهن، ممسكة بهاتفها لتوثيق بكائهن، معلقة: عيطوا أوي كل يوم من ده.. تعالى وريني الضرب، كل يوم من ده"، موضحة خلال الفيديو أنها سترسل الفيديو للزوج لقهر قلبه على بناته.
وفي هذا السياق قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية إن من ضمن أنماط التنشئة الاجتماعية التي تؤدي إلى العنف ضرب الأطفال وكشفت الدراسات الحديثة، بمصر أن الأطفال يتعرضون للضرب التأديبي من قبل الآباء بنسبة 90% بواقع 3 مرات أسبوعيًا حتى سن الخامسة، و60% من الآباء يضربون أولادهم بالصفع على الوجه أو مؤخرة الجسم، و20% يحملون الطفل بعنف من أحد أطرافه و15% يستخدمون للعصا لتأديب الطفل.
وأضاف هندي لـ "القاهرة 24"، أن 10% من الآباء يقومون بقذف شيء ما نحو الطفل مما يُؤثر على نفسية الأبناء ويجعلهم يكتسبون سلوكًا عدوانيًا وعدم التحلي بالصبر وضبط النفس وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين والشعور بالاكتئاب وتدني مستوى الذات بالإضافة إلى أنه يُسبب بعض المشاكل الصحية مثل العمي والتهاب المفاصل ارتجاج في المخ وأحيانًا الوفاة.
وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن ضرب الأطفال التأديبي ليس حلًا لمنع الطفل من الأخطاء بل بالعكس فهو يدفعه إلى ارتكاب الأخطاء سرًا وليس جهرًا، ويُفضل تعليم الأطفال ضبط النفس بدلًا من الضرب والإهانة.
وأوضح أن الضرب التأديبي يؤثر على الطفل ويُولد لديه شخصية سيكوباتية عدائية للمجتمع، بالإضافة إلى إصابة بالقلق والتوتر وأحيانًا العند والتبول اللاإرادي والتبلد الحسي وفقدان الثقة بالذات.
كشف هندي أن الطفل الذي يتعرض للضرب في الصغر سيمارس نفس العنف مع أولاده في الكبر لأنه اعتاد على ذلك، لذلك دائمًا ما ينصح بعدم تعرض الأطفال للقهر والتعذيب حتى يصبح انسانًا سويًا في المجتمع.
وعلق استشاري الصحة النفسية، على الفيديو المتداول للسيدة التي تعذب أبنائها قائلًا، إنه من المهم أن يبتعدوا الأطفال عن هذا المكان المؤذي لضرورة الاهتمام بهم وتجنب تعرضهم للأذى النفسي.
يذكر أن المجلس القومي للطفولة والأمومة سيتحرك فورًا حال تعرض أي طفل للخطر، ويبحث الآن الفيديو والجريمة التي يشكلها، موضحًا أنه على ضوء ذلك سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وإبلاغ النيابة العامة.
وأشار إلى أن الأم ستتلقى عقوبة حسب تقرير النيابة العامة، والذي سيفصل في تعرض الأم لحياة أطفالها للخطر.