لبنان على شفا الانهيار.. ساسة بيروت: الحريري يسعى لإنهاء الأزمة من القاهرة
تتفاقم الأزمة اللبنانية في الوقت الراهن، في ظل عدم توافق القوى السياسية على اختيار حكومة بالتنسيق مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، منذ استقالة حكومة حسان دياب في العام الماضي على خلفية انفجار مرفأ بيروت.
ويدخل لبنان في أزمة اقتصادية طاحنة وسط مساعي عربية ودولية لإنهاء الأزمة التي تسببت في عدم وجود الوقود، وانقطاع الكهرباء بشكل متواصل، وتدهور سعر الليرة اللبنانية أمام الدولار، وفي محاولة منه لكسب الدعم العربي، التقى الحريري بالرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، في القاهرة، قبيل توجهه إلى قصر بعبدا في بيروت تمهيدًا لطرح تشكيل الحكومة اللبنانية على الرئيس ميشيل عون.
لبنان تتطلع لمساعدة الخارج
عبد الرحيم مراد، عضو مجلس النواب اللبناني، ووزير التربية السابق، قال إن الوضع في لبنا متأزم بشكل كبير، واللبنانيون يتطلعون إلى المساعدة الخارجية لأن الداخل لا يمكنه حل الأزمة بمفرده.
وأضاف مراد لـ "القاهرة 24" أن الحكومة اللبنانية تريد أن يكون الدعم المقدم عربيًا وليس دعم أوروبي أمريكي، لذلك زار الحريري القاهرة للحصول على الدعم السياسي والاقتصادي من قبل القيادة السياسية المصرية، باعتبار أن مصر تمثل حاضنة العرب.
واستكمل مراد، أن مصر لم تستطع أن تبقى منتظرة لتفاقم الأزمة في لبنان، ولكنها بادرت لإنهاء الأزمة خلال زيارة وزير الخارجية إلى بيروت، ولقاء السيسي برئيس الحكومة المكلف اليوم.
القادم في لبنان سيئ
وأردف وزير التربية اللبناني السابق، أن زيارة سعد الحريري للقاهرة، كانت للحصول على الدعم اللازم لإنهاء الأزمة اللبنانية، مؤكدًا أن الأزمة لن تنتهي سوى بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.
واستطرد أن الأوضاع اللبنانية الاقتصادية المقبلة ستكون أسواء من التي مرت، بسبب عدم وجود توافق بين كافة القوى السياسية، مضيفًا أن الوضع اللبناني يحتاج إلى إعادة النظر في النظام اللبناني بشكل عام.
جبران باسيل والأزمة اللبنانية
ومن جانبه، قال فادي عاكوم، المحلل السياسي اللبناني، إن لبنان تشهد أزمة غير مسبوقة، بسبب الصدامات السياسية الداخلية المرتبطة بالتدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية.
وأضاف عاكوم لـ"القاهرة 24"، أن الخروج بلبنان إلى بر الأمان من أزمته الحالية يتمثل توافق مجموعة من التوازنات الإقليمية والدولية.
واستطرد، أن الأزمة مرتبطة بعدة ملفات داخلية من بينها الانتخابات النيابية المقبلة خاصة، لأن من يحصل على النسبة الأكثر يمكنه اختيار الرئيس المقبل، لذلك يسعى وزير الداخلية السابق جبران باسيل إلى فرض نفسه وبقائه على الساحة السياسية لضمان حصوله على مؤيدين، للوصول إلى رئاسة الجمهورية.
إعادة لبنان إلى العرب
فيما قال حسان قطب، رئيس المركز اللبناني للدراسات السياسية، قال إن زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الحالية إلى مصر، تهدف إلى إعادة لبان إلى العرب مرة أخرى، بعدما أصبحت لبنان في عزلة سياسية، و"مختطفة سياسيا من قبل إيران".
وأضاف قطب لـ "القاهرة24"، أن زيارة الحريري إلى القاهرة تهدف إلى إعادة الاهتمام العربي للبنان، حتى لا تصبح في معزل عن العرب، مشيرًا إلى أن الحريري يأمل من زيارة القاهرة إعادة التوازن بين القوى السياسية المتناحرة داخل لبنان خاصة أن القاهرة تتمتع بالقبول من كافة القوى، ويمكنها تقديم الدعم العربي لإنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية.
وأردف أن تشكيل الحكومة اللبنانية لا تمثل أزمة محلية فقط وإنما تعد أحد الأزمات الإقليمية التي من شأنها أن تهدد المنطقة، خاصة أن تشكيل حكومة يتم الهيمنة عليها من قبل إيران لن تكون مفيدة للشعب اللبناني والعربي، لذلك تسعى لبنان إلى العودة إلى العرب، والخروج من المظلة الإيرانية من خلال حزب الله، بحيث يصبح هناك قوى سياسية لبنانية لها وزن إقليمي، كجزء أساسي من العالم العربي.
واستطرد رئيس المركز اللبناني للدراسات السياسية، أن سعد الحريري يهتم أن يكون له رعاية إقليمية عربية، لأنه خسر تواجده على الساحة المحلية والشعبية بسبب سوء تقديره في القرارات الداخلية، لذلك يبحث عن القوى السياسية العربية لإعادة التوازنات السياسية إلى الساحة اللبنانية.
الحريري يقدم تشكيل الحكومة
وبدوره قال سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، إنه تقدم بحكومة مكونة من 24 وزيرًا، إلى الرئيس اللبناني ميشيل عون للموافقة عليها، اليوم الأربعاء، وأن الحكومة المختارة تتضمن الاختصاصيين وفق المبادرة الفرنسية، وستعمل على إنهاء الانهيار الاقتصادي في لبنان.
وأشار إلى أن الحكومة في انتظار الموافقة عليها من قبل الرئيس اللبناني غدًا الخميس، مردفًا أنه ما زال يحاول تشكيل الحكومة منذ 9 أشهر، قائلا: “ننتظر جوابًا من الرئيس عون غدا”.
وتأتي زيارة رئيس الحكومة اللبنانية المكلف إلى القاهرة، في ظل واحدة من أكبر الأزمات التي تواجهها لبنان بعدما تفاقمت أزمة الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي، وعودة الاحتجاجات للشارع، في ظل ما يتعرض له من أحداث على المستوى السياسي والاقتصادي، وفقدت عملته أكثر من 85% من قيمتها أمام العملات العالمية، الأمر الذي يهدد بوقوع انهيار شامل لكافة جوانب الحياة في الأراضي اللبنانية.
