شيخ الأزهر: المذهب الأشعري الوحيد الذي لا يكفر أحدًا من أهل القبلة
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن المذهب الأشعري هو الوحيد الذي لا يكفر أحدًا من أهل القبلة، جاء ذلك في كتاب "اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع" للأشعري، والذي تم طرحه في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وقال شيخ الأزهر، إن المذهب الأشعري ليس محدثًا جديدًا، بل حركة إحياء وعودة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولما ترك عليه المسلمين، فإن السند الذي عليه الأشعري، وأحياه، واستمسك به: هو ما ورد في صحيح الإمام البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تُخفروا الله في ذمته"، وللقارئ أن يصطحب هذا الحديث الشريف الذي يقرّه أهل السنة قاطبة، ويطوف به على حَلَبات المذاهب المتصارعة اليوم، ليكتشف أن "المذهب الأشعري" هو المذهب الوحيد الذي لا يكفر أحدًا من أهل القبلة، وأن الأشعري حين حضرته الوفاة قال لأحد تلاميذه في بغداد: "أشهد عليّ أني لا أكفر أحدًا من أهل هذه القبلة؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات".
وعن مكانة كتاب "اللمع" من مؤلفات الأشعري، يقول محقق الكتاب الأستاذ الدكتور حسن الشافعي: "من يتابع هذا الفيض الغزير وأصداءه في الحياة الفكرية الإسلامية حينذاك، يلحظ بوضوح المكانة الخاصة، والوضع المتميز لكتاب "اللمع"، بين هذه المؤلفات جميعا. واللمع جمع (لمعة)، وهي الإضاءة والإبراق وكل لون يخالف لونا آخر.
ولفت إلى أن ظهور الشيخ الأشعري كان فاتحة عهد جديد في تاريخ علم الكلام، والثقافة الإسلامية بوجه عام، مقدما الصياغة العلمية المتكاملة لعقائد "أهل السنة والجماعة" ومواقفهم الفكرية مدعومة بأدلة العقل والنقل.
ويشتمل كتاب "اللمع" على 10 أبواب، كالتالي: الكلام في الإلهيات: الذات والصفات، باب الكلام في القرآن والإرادة، باب الكلام في الإرادة وأنها تعم سائر المحدثات، باب الكلام في الرؤية، باب الكلام في القدر “أفعال العباد من خلق الله”، باب الكلام في الاستطاعة، باب الكلام في التعديل والتجوير “نفي وجوب الصلاح والأصلح”، باب الكلام في الإيمان، باب الكلام في الخاص والعام والوعد والوعيد، باب الكلام في الإمامة.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الخامس على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 52، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة افتراضية للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.