عقب إغلاق منصة تابعة لحماس.. هل بات الإنترنت ساحة للصراع بين الشركات العالمية والحركة؟
تتواصل ردود الفعل، عقب قرار مجلس شركة “فيسبوك” العالمية، بإغلاق صفحة إحدى الوكالات التابعة لحركة حماس الفلسطينية، لتزيد ما يمكن وصفه بـ "حرب إلكترونية" بين العرب وإسرائيل، وهي الحرب التي تتواصل وربما تشتعل بين الحين والآخر مع التصعيد السياسي والأمني بين الطرفين.
وزعمت تقارير دولية أن السبب الرئيسي في اتخاذ شركة “فيسبوك” لهذه الخطوة، يأتي على إثر ما يمكن وصفه بالتحريض على العنف، والهجوم الذي شنته الوكالة سواء عبر الأخبار أو منصات الفيديو التي تعرضها ضد إسرائيل، الأمر الذي دفع بإدارة موقع “فيسبوك” إلى العمل على وقف هذه الصفحة وإزالتها من الشبكة العنكبوتية، وهو ما يمكن أن يحصل أيضًا مع الكثير من المنصات وحسابات “فيسبوك وتويتر” بشأن هذه القضية.
أحمد الشيخ، استشاري المنصات الرقمية في شركة ميديامايز للاستشارات في بريطانيا، قال لـ "القاهرة 24"، إن إيقاف المواقع بات مثل الأسلحة العسكرية، ولعل هذا ما جعل القضية تطرح نفسها على أجندة قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، خلال قمتهما الأخيرة، لدرجة أن الرئيس الروسي صرح قبل القمة بأنه مُستعد لعملية تبادل مع الولايات المتحدة تشمل المتهمين بعمليات قرصنة إلكترونية.
وأشار الشيخ إلى قضية أخرى تتعلق بتوقف مواقع الإلكترونية عالمية عن العمل مؤخرًا، لافتا إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة سبب التوقف وحسم ما إذا كانت عملية قرصنة استهدفت خوادم شركة فاستلي الأمريكية التي تقدم خدمات الإنترنت لمواقع هيئات وشركات ومؤسسات إعلامية عالمية، حيث إن الخلل أصاب الشركة التي تقدم خدمات الإنترنت للمواقع، ولم يحدث الخلل في المواقع نفسها.
ولكن في حالات أخرى يُهاجم القراصنة مواقع بعينها، وذلك بطرق مُختلفة منها: زيادة حجم استخدام الموقع بشكل وهمي، ما يؤدي إلى انهيار الموقع ومنها أيضًا اختراق الأنظمة الأمنية للموقع مثل ما حدث في واقعة شركة تويتر، حسب استشاري المنصات الرقمية.
بدورها أدانت كُتلة الصحفي الفلسطيني وهي منظمة غير حكومية حذف إدارة موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لصفحة وكالة شهاب، واعتبرت الكتلة أن تلك الخطوة “تعسفية ظالمة بحق الوكالة الإخبارية الفلسطينية”.
وخلال عام 2020، وثّق مركز “صدى سوشال” 1200 انتهاك بحق المحتوى الرقمي الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي 2018، أعلنت دوائر إعلامية أن إدارة “فيسبوك” استجابت عام 2017 لنحو 85 % من طلبات الدولة العبرية، لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على الموقع.