طالب بكلية فنون تطبيقية يصمم خلاطات مياه على أشكال فرعونية (صور)
إذا انخفض منسوب النهر فليهرع كل جنود الملك ولا يعودون إلا بعد تحرير النيل مما يُقيد جريانه، تلك العبارة الفرعونية التي نُقشت على أحد المعابد تبرز أهمية المياه بالنسبة لمصر منذ قديم الزمن، وكل شخص يمكنه أن يعبر عن حبه لبلده وحضارته بطريقته الخاصة، هذا ما فعله بيشوى كرم، طالب بالفرقة الرابعة بكلية فنون تطبيقية، تخصيص مشروع تخرجه لقضية النيل، حيث صمم خلاطات المياه بالطراز الفرعوني، يؤكد أهمية مياه النيل منذ أن قامت الحضارة.
قال بيشوي كرم 23 سنة، خريج كلية الفنون التطبيقية، قسم المنتجات المعدنية والحُلي، إنه تأثر بحفل موكب نقل المومياوات بالحضارة الفرعونية خلال تنفيذه لمشروع التخرج.
وروى كرم لـ "القاهرة 24" أنه أحب أن يربط بين المياه والحضارة الفرعونية، فأتت إليه فكرة تصميم "حنفيات المياه" من الحُلي الفرعوني، وموجودة في معظم الأماكن السياحية المصرية مثل المتاحف والفنادق والمؤسسات العامة وغيرها.
وأضاف بيشوي أنه بحث كثيرًا في فكرته وصمم عدة تصميمات كي يصل إلى الشكل النهائي الذي كان في مخيلته، ومن بعد ذلك قرر تنفيذ التصميمات الفرعونية على "حنفيات المياه" الحديثة التي أعاد هيكلتها وتصميمها مرة أخرى.
وتابع أنه لم يتوقف على المواصفات الشكلية لخلاطات الميا، أو أنها تكون للزينة فقط، بل صممها بالشكل الذي يجعلها تُجري المياه فعليًا دون وجود أي ثقل أو صعوبة بسبب الزخرفة الموجودة بها.
واستكمل كرم حديثه أنه اتخذ من الرموز الفرعونية المصرية أشكالًا عديدة كي تخدم فكرته التي تتمثل في أشكال الثعابين والخنافس والأهرامات الثلاثة وكذلك الأجنحة.
"ربطت النيل مع نبات البردي" استكمالًا للوحة الفنية التي رسمها بيشوي في خياله أولًا قرر أن يثبتها في تصميماته الفعلية، فبجانب ذلك استخدم أيضًا العمارات والأعمدة الفرعونية التي تبرز فكرته بشكل أوضح.
بعد قوالب الجبس وصب الشمع المستخدمين في تصنيع أساس التصميم، ندخل في مرحلة الطلاء وترصيع الأحجار الكريمة، وأخيرًا تأتي مرحلة تلوين الميناء، لافتًا إلى أن تلك الخلاطات مصنوعة من النحاس، ولكنها مطلية من الذهب عيار 21.
يتمنى كرم أن يجد راعيًا من إحدى الشركات المصرية التي تتبنى فكرته، كي تكون خلاطات المياه الفرعونية موجودة على نطاق واسع في مختلف المنشآت السياحية العامة والخاصة.