أجدع موقف
وهب الله الإنسان ذاكرة قيمة يخزن فيها الكثير والكثير من مواقف وحكايات، مشاهد ولقاءات، وجوه وأسماء، تواريخ تثبت في عقله لا يمحوها زمان، وكلمات تطرب سمعه كلما أعاد ذكرها في مخيلته.
ذاكرة تظل محفوظة وتنتهي بأحد أمرين أولهما وفاة صاحب تلك الذاكرة، وثانيهما مرض عضال دون شفاء مع تقدم السن والعجز، ولكن تظل هناك مواقف محفورة فيها لا يمكن نسيانها، فإذا تنساها العقل تذكرتها العيون.
من منا لا يتذكر مراحل طفولته التي مر عليها عشرات السنين، مواقف محفورة وستظل هكذا لأن العقل يستعيدها دائما لشعوره بجريان الأدرينالين في دمه فور تذكرها فتُدخله في حالة من السعادة وكأنها تحدث الآن.
يقول الطب الحديث إن النسيان أمر نفسي ويحتمل حدوثه بسبب توتر عصبي أو صدمة نفسية حديثة أو قديمة تماشيًا مع هذا التحليل، كما أن فقدان الذاكرة يشير إلى فقدان الذكريات، مثل الحقائق والمعلومات والخبرات، وعلى الرغم من أن نسيان هويتك هو حبكة درامية شائعة في الأفلام والتلفزيون، فإن هذا ليس هو الحال عمومًا في فقدان الذاكرة على أرض الواقع.
فيما أكد العلم أنه لا يوجد علاج محدد لفقدان الذاكرة، ولكن يمكن لأساليب تقوية الذاكرة والدعم النفسي أن تساعد الأشخاص الذين يعانون فقدان الذاكرة وأسرهم على التعايش، لذلك نظل نتذكر مواقف طيبة بسبب تكرارها لدى العقل.
وفيما يعاني معظم الأشخاص المصابين بفقد الذاكرة من مشكلات في الذاكرة قصيرة المدى؛ أي يعجزون عن الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، تظل هناك مواقف محفورة في العقل داخل ذاكرة مداها طويل الأمد، لا يمكن نسيانه إلا بموت الشخص.
وتطرق علم النفس إلى أنه من المرجح أن ينسى الإنسان معظم المعلومات الحديثة، أمّا الذكريات القديمة أو المترسخة في الذاكرة فقد تظل باقية، فقد يتمكن شخص من استرجاع تجارب فترة الطفولة أو معرفة أسماء الرؤساء السابقين، لكنه يعجز عن معرفة الرئيس الحالي أو الشهر الحالي، ولا يتذكر ما تناوله في وجبة الإفطار.