تعرف على أحداث أوبرا عايدة بعد عرضها بفنانين مصريين في إيطاليا لأول مرة
يقدم وفد مصري فني تابع لدار الأوبرا المصرية، مساء اليوم الجمعة، العرض التاريخي "أوبرا عايدة" على المسرح المكشوف بالأكاديمية المصرية للفنون في روما بإيطاليا؛ وذلك احتفالًا بمرور قرن ونصف على تقديمها لأول مرة في مصر عام 1871، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها أوبرا عايدة بفنانين مصريين في إيطاليا، وبهذه المناسبة نحكي لكم في السطور التالية أحداث أوبرا عايدة.
تعود بداية تأليف قصة أوبرا عايدة إلى مخطوط عثر عليه عالم الآثار الفرنسي مارييت باشا، والذي ألهمه لكتابة ملحمة تاريخية تدور أحداثها في وادي النيل، يقال إنه ظل 6 أشهر يجوب المعابد ويستخرج النصوص من فوق جدرانها، حتى يصنع قصة تكون صورة من الحياة المصرية القديمة، والقصة باختصار تدور حول أميرة حبشية أسرت في إحدى المعارك التي وقعت بين مصر والحبشة، لكن الأميرة الأسيرة قد وقع في غرامها القائد راداميس، وهي أيضًا وقعت في غرام آسرها، وأصبحت بعد ذلك وصيفة بنت الفرعون ملك مصر.
تبدأ أولى صراعات القصة عندما نرى وقوع ابنة الفرعون والوصيفة "عايدة" في حب راداميس، ذلك القائد الكبير، لكن قلب راداميس مع من؟، وهنا يدخل راداميس في صراع مع نفسه، هل يختار العرش والصولجان الذهبي، أم قلب عايدة؟، ثم بعد ذلك تقرر مصر خوض الحرب ضد الحبشة، فيأتي الصراع داخل شخصية عايدة نفسها، والتي تتملكها الحيرة، مع من تقف وتتعاطف، لمن سوف تطلب النصر، لحبيبها راداميس؟ لكن عندها ستكون خائنة لوالدها وشعبها الذين سيطالهم خطر الموت عند الهزيمة، هل تتمنى النصر لشعبها؟ لكن وقتها حبيبها لن يعود مرة أخرى على الأغلب.
ينتصر الجيش المصري مرة أخرى على الحبشة، ويأتي راداميس بالأسرى يجثيهم أمام الملك الفرعوني، ليقرر الملك أن يعفو عنهم جميعًا، لكن لم يكن يعلم أن من بينهم ملك الحبشة، الذي قد نال حريته مع الأسرى، ليذهب إلى عايدة يطلب منها خيانة راداميس، وإطلاعهم على معلومات تفيدهم بهزيمة المصريين، وعايدة ترفض عرض والدها وتأخذ جانب راداميس.
وفي الختام راداميس يقرر في قبوه المسجون فيه الاستماع لقلبه العاشق لعايدة، ويرفض التحرير من حكم الإعدام بالدفن حيًا، وتنتحب الأميرة التي أخذ قلب حبيبها منها، راديميس يموت فداءً لحبه، مفضلًا النهاية على التخلي عن عايدة، وعايدة تجثو جوار القبر، تنتظر موتها بجانب راداميس.
أما فيردي فقد رسم موسيقاه بأسلوب جديدٍ عليه، إذ جعلها تأخذ طابعًا شرقيًّا، مستخدمًا سلالم موسيقية يونانية قديمة، لتكون أقرب للطابع الشرقي والفرعوني، وسير فصول المسرحية بسلاسة معبرة، حيث انتقل من الألحان الرومانسية للعسكرية للألحان الصاخبة وغبرها، بأسلوب دقيق بسيط، جعل تلك المسرحية الأوبرالية تأسر قلوب المصريين والأوربيين والعالم كله.