من يخلف الحريري؟.. لبنان بين آمال العودة ومحاولات التوصل لحكومة تدير الأزمة
يتساءل الكثير من اللبنانيين عمن يمكنه خلافة سعد الحريري بالحصول على تكليف لتشكيل الحكومة اللبنانية، عقب ما يقارب 10 أشهر عجاف قضاها اللبنانيون في انتظار الإعلان عن حكومة الحريري، الذي أعلن أمس الخميس اعتذاره عن تشكيل الحكومة، مؤكدًا أنه ليس مرشحًا لتولي حكومة بلاده فيما تبقى من عهد الرئيس ميشيل عون.
وما أن أعلن الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة، التي انتظرها اللبنانيون بآمال تترقب عودة هيبة الليرة اللبنانية أو إنعاش الاقتصاد لانتشال لبنان من أزمة طاحنة قضت مضاجع الشعب اللبناني خلال الأشهر الأخيرة وسط عجز في الوقود والكهرباء، وكافة المستلزمات اليومية، حتى خرج الكثير من اللبنانيين إلى شوارع مدينة طرابلس مطالبين بتقديم حلول لإنهاء الأزمة التي تشهدها بلادهم منذ سنوات.
فبعدما امتنع الحريري عن تسمية شخصية سنية يمكنها خلافته في تشكيل حكومة لبنانية، خلال مقابلة تلفزيونية له، طرح تساؤل: من يمكنه خلافة الحريري، وتشكيل حكومة لانتشال لبنان من أزمته؟.
الجيش هو من يتولى إدارة البلاد
حسان قطب، رئيس المركز اللبناني للدراسات السياسية، قال، إن أي شخصية يتم تكليفها لتشكيل الحكومة لن تستطيع الحصول على الدعم المالي اللازم لإنهاء الأزمة اللبنانية.
وأضاف قطب لـ "القاهرة 24"، أن اللبنانيين يضعون آمالهم على الجيش لتولي إدارة البلاد لحين الوصول إلى الانتخابات المقبلة، شريطة التدخل الدولي العربي المشترك لإنقاذ لبنان.
وأردف، أن محاولات إنقاذ لبنان الحالية سوف تفشل في حال وجود سعد الحريري أو غيره في رئاسة الحكومة، دون الحصول على دعم مالي من الخارج.
الحريري أبعد الكثيرين عن الساحة
فيما قال غسان حسباني، نائب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، إن سعد الحريري أبعد الكثير من المرشحين عمن يمكنهم تولي رئاسية الحكومة عن الساحة السياسية اللبنانية، بتأكيده أنه المرشح الطبيعي لذلك المنصب.
وأضاف لـ "القاهرة 24" أن الوضع اللبناني الحالي يتطلب شخصيات قادرة على نيل ثقة اللبنانيين، وإعادتهم إلى منازلهم بعد عودة الكثيرين إلى الشوارع للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية الحالية.
الحل يأتي من الخارج
وتشهد الساحة اللبنانية حالة من الضبابية حول من يمكنه حمل "كرة النار" التي تعيشها الساحة اللبنانية في الوقت الراهن، ليخرج الرئيس اللبناني ميشيل عون، معلنًا أن الدعوة لاستشارات نيابية جديدة لـتكليف رئيس للحكومة ستتم بأقرب وقت.
إلا أن عبد الرحيم مراد، عضو مجلس النواب اللبناني، ووزير التربية السابق، قال لـ "القاهرة 24" إن الوضع في لبنان متأزم بشكل كبير، واللبنانيون يتطلعون إلى المساعدة الخارجية لأن الداخل لا يمكنه حل الأزمة بمفرده.
ومن جانبه قال العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، إن الأوضاع في لبنان تزداد سوءًا والأمور متجهة إلى التصعيد، وأن لبنان أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم، مردفًا أن المجتمع الدولي يراهن على الجيش اللبناني لأنه العمود الفقري للبنان وعامل استقراره.
وأشار قائد الجيش اللبناني إلى أنه مطلوب من الجيش في الوقت الراهن المحافظة على أمن الوطن واستقراره ومنع حصول الفوضى.