قصائد عربية.. "إنَّ في الصَدرِ مِن كُلَيبِ شُجونًا" لـ "المهلهل"
إِنَّ في الصَدرِ مِن كُلَيبِ شُجونًا
هاجِساتٍ نَكَأنَ مِنهُ الجِراحا.
أَنكَرَتني حَليلَتي إِذ رَأَتني
كاسِفَ اللَونِ لا أُطيقُ المُزاحا.
وَلَقَد كُنتُ إِذ أُرَجِّلُ رَأسي
ما أُبالي الإِفسادَ وَالإِصلاحا.
بِئسَ مَن عاشَ في الحَياةِ شَقِيًّا
كاسِفَ اللَونِ هائِمًا مُلتاحا.
يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيبًا
وَاِعلَما أَنَّهُ مُلاقٍ كِفاحا.
يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيبًا
ثُمَّ قولا لَهُ نَعِمتَ صَباحا.
يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيبًا
قَبلَ أَن تُبصِرَ العُيونَ الصَباحا.
لَم نَرَ الناسَ مِثلَنا يَومَ سِرنا
نَسلُبُ المُلكَ غُدوَةً وَرَواحا.
وَضَرَبنا بِمُرهَفاتٍ عِتاقٍ
تَترُكُ الهُدمَ فَوقَهُنَّ صُياحا.
تَرَكَ الدارَ ضَيفُنا وَتَوَلّى
عَذَرَ اللَهَ ضَيفَنا يَومَ راحا.
ذَهَبَ الدَهرُ بِالسَماحَةِ مِنّا
يا أَذى الدَهرِ كَيفَ تَرضى الجِماحا.
وَيحَ أُمّي وَوَيحَها لِقَتيلٍ
مِن بَني تَغلِبٍ وَوَيحًا وَواحا.
يا قَتيلًا نَماهُ فَرعُ كَريمٌ
فَقدُهُ قَد أَشابَ مِنّي المِساحا.
كَيفَ أَسلوا عَنِ البُكاءِ وَقَومي
قَد تَفانَوا فَكَيفَ أَرجو الفَلاحا.
والمهلهل هو عديّ بن ربيعة بن الحارث التغلبي، فارسٌ وشاعر، خال امرئ القيس، أطلق عليه زير النساء، لكثرة لهوه في شبابه، وأخوه كليب، الذي قتل على يد الجساس بن مرة، وقامت بعدها حرب البسوس، أشهر حروب الجاهلية، كان ينظم شعره في الحرب وهجو المنافس، ولقب مهلهل لأنه لم يكن يهتم بجودة لباسه، فكان مثيرًا ما يلبس الرث منها، وقيل إنه مهلهل لأنه هلهل الشعر، أي رققه، أي بسط معانيه وعذبه، ومات المهلهل في سن متأخر، عام 531، ويقال أنه قتل على يد عبدين له سأموا منه.