في ذكرى ميلاد توماس كون.. 10 معلومات عن المفكر الأمريكي الشهير
تحل اليوم 18 يوليو 1922، ذكرى ميلاد المفكر الأمريكي توماس صاموئيل، والذي يعد أحد أهم العلماء في القرن العشرين، والذي رحل عام 1996 بعد رحلة حافلة بالعطاء العلمي.
ولد توماس صمائويل لعائلة يهودية الأصل في سنسناتي بأوهايو، لأب يدعى صاموئيل كون، الذي كان مهندسا صناعيا، وحصل على الشهادة الجامعية في الفيزياء من جامعة هارفارد عام 1943، ثم الماجستير في 1946، ومن ثم درجة الدكتوراه في 1949.
الباراديغم
من أهم أعمال توماس كون، كتاب "بنية الثورات العلمية" 1962، حيث يقدم في هذا الكتاب فكرته حول تطور العلم ويذهب إلى أن تطور العلم ليس دائما متدرجا أو تراكميا نحو الحقيقة، بل قد يمر بثورات دورية يسميها “كون” تحول الباراديغم، حيث إن أثر هذه الفكرة كان كبيرا لدرجة أنه غيّر المفردات المستخدمة في تاريخ العلم، وغير استخدام مصطلح الباراديغم من استخدامه اللغوي المحدود إلى معناه الواسع المستخدم حاليًا.
ويبرز “كُون” من خلال الباراديغم أثر العوامل الاجتماعية والنفسية في تفكير العلماء؛ بحيث تكون النظريات العلمية وليدة هذه العوامل والمؤثرات، أكثر مما هي وليدة تجارب وملاحظات يجريها العالم؛ فالعلم لا يتغير من منظور كُون بواسطة فرد بحد ذاته، بل بواسطة مجموعة متحدة من العلماء، أي مجموعة من العلماء الذين يشتركون في تقاليد وقواعد مستمدة من نظرة واحدة إلى العالم، من هنا يؤكد كُون أن الباراديغم ليس فرديا؛ وإنما هو جماعي.
وعلى ذلك، فإن الفكرة الأساس القائم عليها مفهوم الباراديغم عند “كُون”، هي أن ممارسة البحث العلمي مشروطة بمجموعة من الأعراف الذهنية، والالتزامات السلوكية، التي تخضع لها الجماعة العلمية التي ينتمي إليها الباحث، فمن وجهة نظر كون أن العلماء والباحثين في مجال العلوم الدقيقة يمارسون عملية البحث العلمي، وهم مؤطرون ضمن جماعات ومؤسسات تحكمها قوانين معنوية ومذهبية معينة هذه القيم تفرض معاييرها الخاصة على الأطراف الفاعلة في الجماعة العلمية؛ بحيث يعمل في ضوئها العلماء في بناء النظريات العلمية، وفي تأكيد المواقف من النظريات الأخرى، سواء أكان ذلك في الجامعة، أم في المختبر، أم في النادي العلمي، أم في غيرها من المؤسسات، والمراكز العلمية التي تحتضن الباحث.
واستحدث المفكر الأمريكي توماس صاموئيل كون، العديد من المصطلحات العلمية من هذ المصطلحات مصطلح "العلم العادي" ويقصد فيه العلم اليومي الروتيني الذي يعمل فيه العلماء في مختبراتهم ضمن باراديغم واحد، كذلك وضع كون مصطلح "الثورات العلمية" بصيغة الجمع والذي يقصد فيه الثورات التي تحدث في أزمنة مختلفة وفروع مختلفة من العلم بمواجهة صيغة المفرد "الثورة العلمية" والتي توحي عادة بعصر النهضة.
من أشهر مؤلفاته "بنية الثورة العلمية، الثورة الكوبيرنيكية 1957، الشد الأساسي: دراسات في التقاليد العلمية والتغيير، نظرية الجسم الأسود وانقطاع الكم، الطريق منذ البنية: مقالات فلسفية".
يذكر أن كتابه الأشهر بنية الثورات العلمية، ترجم إلى العربية في سلسلة عالم المعرفة الكويتية من قبل المترجم شوقي جلال وتحمل الترجمة العربية في سلسلة عالم المعرفة رقم 168.