بعد عرض وساطته.. هل يستطيع رئيس ساحل العاج حل أزمة سد النهضة؟
عرض الحسن وتارا، رئيس ساحل العاج، وساطته في أزمة سد النهضة الإثيوبي، لمساعدة السودان ومصر وإثيوبيا في التوصل إلى حل إفريقي بشأن السد.
الوساطة التي عرضها الرئيس الإيفواري، جاءت خلال لقائه برئيس مجلس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، على هامش مُشاركتهما في القمة المصغرة لعدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية بشأن دعم حشد الموارد للتجديد العشرين للوكالة الدولية للتنمية (IDA)، التي استضافتها مدينة أبيدجان، عاصمة جمهورية كوت ديفوار.
وفيما تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، فإن للخرطوم مخاوف من أثر السد الإثيوبي على تشغيل السدود السودانية.
من جهته قال الدكتور محمد عبد الكريم أحمد منسق أبحاث وحدة إفريقيا في معهد الدراسات المستقبلية في بيروت، إن تصريحات الرئيس الإيفواري الحسن وتارا باستعداده للوساطة في أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان "بالتعاون مع الرؤساء الآخرين" جاءت في سياق محادثات قمة إقليمية استضافتها العاصمة الإيفوارية أبيدجان ولم تتضمن تفصيلات محددة حول آلية المضي قدمًا في هذا الاستعداد أو إن كانت قد سبقته مشاورات فعلية بين كوت ديفوار والدول المعنية قبيل لقاء وتارا ورئيس الوزراء السوداني حمدوك.
ولفت عبد الكريم، إلى أنه يمكن أن يكون العنصر الإيجابي في هذه "المبادرة" تحقيق اختراق لحالة الصمت الأفريقي، حتى داخل الاتحاد الأفريقي، تجاه الأزمة وعدم تفهم مخاوف مصر والسودان الحقيقية من السياسات الإثيوبية غير المسئولة في هذه القضية بالغة الحساسية، ويمكن أن يتم البناء على هذه المبادرة حال تفعيلها لإثارة المسألة على مستوى رؤساء الدول الأفريقية وفي مناطق مختلفة من القارة مما قد يقود في النهاية لفرض رؤية حاسمة على الاتحاد الأفريقي ودفعه للقيام بمهامه المفترضة في الوصول لاتفاق عادل وملزم حول إدارة وتشغيل سد النهضة.
وتابع: “تتوقف استجابة إثيوبيا لأية جهود مشابهة لمبادرة الرئيس وتارا على جدية هذه الضغوط ووضع أديس أبابا أمام حقائق مغالطاتها وإلحاقها الضرر الجسيم بدولتي المصب". وتظل المبادرة –وغيرها حال تكرار مثل هذه المبادرات- مهمة للغاية في مزيد من تعرية الموقف الإثيوبي في القارة الأفريقية بعد أن ظلت لسنوات ناجحة في تكريس مظلومية تنموية غير حقيقية تنحي فيها باللائمة على مصر بشكل غير منطقي تمامًا.
وأفادت وكالة السودان للأنباء، بأن بلادها كانت من بين 15 دولة مؤسسة للوكالة الدولية للتنمية في عام 1960، وهي المؤسسة التي استفاد من عضويتها بتمويل المرحلة الثانية من مشروع الجزيرة، وكذلك بناء خزان الروصيرص، إضافة إلى مشروعات أخرى في البنية التحتية.
وبدأت إثيوبيا في إنشاء سد النهضة، عام 2011، بهدف توليد الكهرباء؛ ورغم توقيع إعلان للمبادئ، والذي ينص على التزام الدول الثلاث بالتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد، عبر الحوار، إلا أن المفاوضات لم تنجح في التوصل إلى أي اتفاق.