اليوم العالمي لـ نيلسون مانديلا.. أحد أشهر مناهضي العنصرية
يحتفل العالم اليوم باليوم الدولي لـ “نيلسون مانديلا” المناضل الجنوب إفريقي، وبذكرى ميلاده، الذي يوافق 18 يوليو 1918.
مانديلا واحد من أشهر السياسيين والمناضلين المناهضين للعنصرية والمطالبين بحقوق متساوية للبش، وصل إلهام مانديلا، ذلك الرجل الذي خرج من جنوب إفريقيا تلك القارة المهمشة من العالم، إلى كل بلدان العالم، ليعلمهم معاني الإنسانية والعدل، وهب الرجل حياته كلها في النضال من أجل أن ينال الجميع حقوقهم بشكل متساوي، فقضى سنين طويله من عمره بين السجون والمحاكم.
نشأ مانديلا ليجد نفسه في مجتمع قائم على التمييز، فيه مستشفى، وحافلات، وسكن، ومدارس، وأماكن عمل خاصة بالسود، يرسخ للتمييز في بلدة الأصلي. تعرض الرجل على مدار حياته للكثير من المواقف التي تعرض فيها للعنصرية، للإهانة، للمعاملة السيئة، تراكمت لديه كل الكلمات والمواقف السيئة حتى شكلت له وعيه الثوري الرافض لهذا الواقع الأليم.
بدأ وعيه السياسي في التشكل عندما التحق لدراسات بجامعة ويتواترسراند، لدراسة القانون، واجه هناك الكثير من العنصرية، والتحق بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، تعرف على سيسولو، وكان دائم الحضور إلى بيته حيث كانت تعقد اجتماعات بين نشطاء سياسيين وبين أعضاء حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، ويقول هو عن ذلك "كان المنزل بيتًا دافئًا، فاتحًا ذراعيه لاستقبال الوافدين، كنت أتردد عليه إما للمشاركة في نقاشٍ سياسي، أو للتلذذ بالطعام الذي تُعده أم سيسولو".
كان مؤمنًا بأن الحق في اتخاذ القرارات في تلك القارة هم السود، الأفارقة، ليس غيرهم من الأقليات الأخرى، وفي عام 1947، تم انتخاب مانديلا لعضوية اللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بترانسفال.
في عام 1953 ألقي القبض عليه بعدما وقف أمام 10 آلاف شخص ليخطب فيهم، لينطلقوا بعدها في حملة واسعة من الاحتجاجات، حكم عليه بالسجن 9 أشهر، ومنعه من الاجتماع بأكثر من شخص لمدة 6 أشهر، واعتقل مرة أخرى في عام 1956، بتهمة الخيانة العظمى، ظل يحاكم في تلك القضية لمدة خمس سنوات كاملة، قامت فيها الكثير من الاحتجاجات، وفي الأخير عام 1961 نال براءته.
اعتقلته الشرطة مرة أخرة بعد رجوعه إلى جنوب إفريقيا عام 1962 بعد رحلة لعدة دول لجلب الأموال، والاتفاق على تنفيذ المقاومة المسلحة للاستبداد العنصري، بتهمة التحريض على العنف، ومغادرة البلاد دون إذن.
وفي عام 1964 حُكم على مانيلا في تلك القضية ومن معه بالسجن مدى الحياة، وقضى في سجنه 18 عاما، إلى أن نقل إلى سجن آخر، وفي تلك الفترات عانت البلاد من الكثير من الفوضى والاحتجاجات، وأوقفت البنوك استثماراتها في جنوب إفريقيا.
وفي الفترة من العام 1985، إلى 1988، شن نحو 500 هجمة مسلحة في سبيل الضغط على الحكومة للإفراج عن السجناء السياسيين، وهو ماتم بعد ذلك عام 1988، وتم الإفراج عن مانديلا ومعه السجناء السياسيين كما تم الاعتراف بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، كحزب شرعي.