ذاكرة الأمثال (9).. "الدراهم مراهم"
الأمثال ليست مجرد كلام يُقال لمجرد القول أو اللهو وفقط، بل هي ذاكرة تُمثل عادات الشعوب ومُعتقداتهم وما يؤمنون به، ومضارب الأمثال كثيرة ومتنوعة، ومن هذه الأمثال: "اِلدَّرَاهِمْ مَرَاهِمْ تِخَلِّي لِلْعَوِيلْ مِقْدَارْ وِبَعْدِ مَا كَانْ بَكْرْ سَمُّوه الْحَاج بَكَّارْ".
يشرح الكاتب أحمد تيمور باشا، المثل قائلا: تخلّي معناه: تَجْعَلُ، والعويل: الوَضِيع؛ أي: الدراهم كالمراهم تُدَاوِي علل الوضاعة وتسترها وتُعْلِي قدر الوضيع بين الناس، وتحملهم على الزيادة في اسمه وألقابه لِمَا وَقَرَ في نفوسهم من تعظيم الغنيِّ. وأصله قول قدماء المولَّدين في أمثالهم: "الدراهم مراهم"، فزادت العامَّة فيه هذه الزيادة لتوضيحه.
يضيف تيمور: ومن الحكم المرويَّة: "المال يسوِّد غير السَّيِّد ويقوِّي غير الأيد"، وقال الشاعر:
الفَقْرُ يُزْرِي بِأَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ
وقد يُسوِّدُ غَيْرَ السَّيِّدِ المَالُ
وقال آخر:
إن الدراهمَ في المواطنِ كُلِّها
تَكْسُو الرجالَ مهابةً وجَمَالَا