يارا جبران: كثرة مشاركتي في أعمال تساند المرأة صدفة.. ولم نتخيل نجاح "ليه لأ2" بهذا الشكل (حوار)
فجأة اختلفت ظروف الحياة وفُصل الأب من عمله، وتفاجأت العائلة بعودتها لمصر وإقامتهم في منزل “ندى” شقيقة “خالد” ربّ الأسرة، وأصبحت "بسنت" الزوجة، في وضع جديد أجبرها على اتخاذ قرارات مختلفة، هذا الدور الذي لعبته الفنانة يارا جبران ببراعة في “ليه لأ2”.
يارا كشفت في حوارها لـ"القاهرة 24" كواليس المسلسل، والعوامل التي جذبتها له وكذلك عن خططها المستقبلية وأحلامها في المجال الفني.
حدثينا عن مشاركتك في المسلسل.. ومن رشحك للدور؟
المخرجة مريم أبو عوف هي من هاتفتني وحدثتني عن الدور وأنا تحمست للدور وللعمل ككل.
وبعد موافقتك على الدور متى بدأتم التصوير؟
بدأنا التصوير بعدما قابلتها بشهر أو شهر ونصف، وهي حدثتني عن دوري في المسلسل وشخصيتي، وأن فكرة العمل ككل هي الاحتضان، وكلمتني عن دوري، وأنا أحببت مناقشة قضية الاحتضان، فأنا أعرف أن ربما عدد من الأعمال في السينما ناقشتها، ولكن لا أعتقد أن هناك عملا ركز على فكرة الاحتضان مثل مسلسل "ليه لأ2".
لماذا أحببتي شخصية "بسنت" وما انطباعك عنها؟
أنا أحببت الشخصية كثيرًا لأنها كانت تحتوي على أكثر من جانب وزاوية، للشخصية ومواقفها، وأعتقد أنه في الفترة الأخيرة كان هناك أكثر من عمل على "فيس بوك"، لفتيات تزوجن بعد تقدمهن في العمر، لذلك فأنا أرى أن توقيت المسلسل مناسب، لذلك تحمست للعمل.
هل صرحت المؤلفة مريم نعوم لكم أن فكرة العمل مقتبسة عن قصة حقيقية؟
لا لم تصرح لنا بهذا الأمر، ولكن في اعتقادي أن تلك النوعية من الأعمال تكون مبنية على أحداث أو مجموعة من التجارب الحقيقية محلاة بالخيال.
حدثينا عن تقمصك لدور الأم؟
الشخصية مكتوبة بشكل جيد، وأرى أنني كنت محظوظة بطريقة كتابة الشخصية بتفاصيلها، فهي لم ترغب أن تظهر بشكل شرير، ولكن كانت لها أسبابها ومقوماتها، فهي ذاتها التي ظهرت في مشهد آخر تدعم منة شلبي، ويونس "سليم مصطفى"، فجميع البشر لديهم دوافع ليأخذوا قرارات معينة وربما بعد اتخاذ تلك القرارات تشعر بأنك أخطأت.
وأنتِ يارا جبران.. ماذا كنتِ تتوقعي أن يصبح رد فعلك إذا وضعتي في نفس موقف بسنت؟
أعتقد أن الشخصيات عندما يكونون في موقف وهم ليسوا ثابتين فيه قد يكون رد فعلهم مختلف عن الطبيعي، فإذا كانت بسنت في دبي كان رد فعلها سيختلف عندما تعلم أن ندى "منة شلبي" قررت احتضان طفل، كما فأعتقد أن رد فعلهم الذي أجده غير سوي هو بسبب الظروف الغير ثابتة التي كانوا فيها، ولكن بالنسبة لي أنا أعتقد لن أختار أن أصبح بالقسوة ذاتها أو بنفس رد فعل بسنت، ولا أتمنى أن يكون رد فعلي عنيف أو مؤذي لطفل صغير.
كان هناك بعد المشاهد تقولي فيها أوامر للأطفال كي لا يتعاملوا مع يونس.. ألا ترين أنك كنتِ عنيفة؟
بالطبع هذا تصرف غير مقبول حدوثه أمام طفل، فجملة مثل "لا تتعاملوا معه لأنه مختلف" هي جملة قاسية أن تُقال لطفل صغير، وأعتقد أنني كنت سأتحدث بطريقة أرق من هذه.
هل هناك وجه شبه بينك وبين بسنت؟
لا أعتقد أنني أشبهها لأن بسنت تصدر أحكاما عنيفة أو عقلانية جدًا على الأشخاص والأمور، فأنا أعتقد أنني لست كذلك.
حدثيني عن سليم مصطفى الذي لعب دور "يونس" وهل هو في الحقيقة بخفة الظل التي رأيناه بها؟
هو يتمتع بخفة ظل مختلفة وفريدة من نوعها، وتمرن على الدور جيدًا مع المخرجة مريم أبو عوف وأستاذة ريم حجاب، التي لعبت دور "ماما لبنى"، حيث تم بذل مجهود كبير ليظهر الشكل النهائي للطفل بهذا الشكل.
ماذا عن كواليس العمل؟
المسلسل كانت كواليسه من أفضل ما يكون وأنا أعني كلامي، فكان كل طاقم العمل حريص أن يظهر المسلسل في أفضل صوره.
هل توقعتم أن يحقق المسلسل هذا النجاح والانتشار الذي رأيناه؟
لا أعتقد أن أي منّا كان متخيل هذا، أنا بالنسبة لي توقعت أن يتفاعل الجمهور مع المسلسل ويقتنعوا بالفكرة، ليراها الجمهور فكرة جديدة ويحبوها، ولكن لم أتخيل أن تزداد أعداد التكفل بالأطفال لهذا الحد.
وإذا سألنا يارا جبران بعد المسلسل.. فهل تفكري في التكفل بطفل؟
لم أفكر أبدًا في هذا الأمر من قبل، ولكن بعد عملي في المسلسل شعرت أنه أمر ليس مستحيلًا أو يقتصر على حالات معينة، ولكن شعرت أن الفكرة قريبة منّي أو اقتربت من تفكيري وشعرت أنها ليست بالصعوبة التي تخيلتها، وتفاجأت برد فعل الجمهور على العمل وبالطبع أسعدني رد الفعل، وأنا بعد العمل في "ليه لأ2" ومشاهدته وجدت أن فكرة التكفل بطفل لا تقل صعوبة عن مسؤولية إنجاب الأطفال بل ربما تكون أصعب، ولكن صعوبة احتضان الأطفال هو تقبل المجتمع للطفل، وهي أكثر ما أثرت في بشكل شخصي، وهو أن ينظر المجتمع للطفل الذي تم احتضانه نظرة أنه أمر عادي ليس اختراقًا للطبيعة.
وما الجديد لديك وأين أنتِ من المسرح؟
عملت في المسرح لفترة بعد التخرج ولكن لم أجد نفسي فيه، وأشارك حاليًا في مسلسل جديد مع المخرج حسام علي حيث أشارك بدور ضيف شرف.
ماذا تفضلِ السينما أم المسرح أم الدراما.. والبعد الزمني بين مشاركتك في الأعمال الفنية هل تقصديه؟
لا مشكلة لدي في المشاركة في السينما أو المسرح أو الدراما، ولكن ما أفكر فيه هو الدور الجيد والسيناريو الذي أجد نفسي فيه، والبُعد الزمني بين كل عمل وأخر ليس مقصودًا ولكنها صدفة وليست أكثر، فأنا أختار أدواري بعناية وهناك مشاريع أبدأ فيها ولا تكمل، ولكن لا أقصد الاختفاء لفترات.
ما الدور الذي تتمني لعبه أو المجال التمثيلي الذي ترغبي المشاركة فيه؟
أريد المشاركة في كل الأبواب بالتمثيل فأنا أشعر أنني أتمنى تجسيد شخصيات أكثر، وأريد اكتشاف ذاتي أكثر مع بجانب العديد من الفنانين والمخرجين.
ومن الفنانين أو المخرجين الذين تتمني العمل بجانبهم؟
أتمنى العمل مع الكثيرين مثل المخرج محمد شاكر خضير أو محمد ياسين، ومن عملت معهم أريد العمل معهم من جديد هاني خليفة وكاملة أبو ذكري، أشعر أنني أريد أن أبدأ، وأتمنى العمل أيضًا بجانب منى زكي وهند صبري ودكتور يحيى الفخراني، وبالطبع أنا سعيدة جدًا لعملي مع منة شلبي.
ما رأيك في تجربة العمل على المنصات؟
أحببت الفكرة كثيرًا لأنها تمنح للفنان مساحة جيدة، وأحب أن أعمل فيها بكثرة كما أرغب العمل في الأدوار السينما قريبًا.
بما أنك لم تشاركِ في عدد كبير من الأعمال.. ألا تفكري في العمل بجانب فنان مثل محمد رمضان لما يتمتع به من شهرة وأعمال مثيرة للجدل؟
أنا لا أحكم على الممثل الذي أعمل معه، ولكن أهتم بمن هو المخرج الذي سأعمل معه، ولكن بعيدًا عن تلك الفكرة، فما يجذبني هو الدور المكتوب لي، والعمل نفسه ما هي فكرته، فإطار عملي والذي أقيم من خلاله هو المخرج والمؤلف، ولكن بالتأكيد العمل مع أسماء شهيرة ستفيد طاقم العمل بالاحتساء من شهرته، ولكن فكرة نجاح الأعمال هي غير مضمونة وتتوقف على العديد من الظروف مثل توقيت العرض والأحداث الجارية بالعالم.
معظم الأعمال التي شاركتِ فيها كانت تناقش قضايا نسائية.. هل هذا عن عمد؟
"الحظ"، فهذا لم يكن مقصودَا ولكن الأعمال التي تناقش القضايا النسائية بالطبع تجذبني كثيرًا كمرأة، وأرى أن هناك العديد من قضايا المرأة لم يتم تناولها بشكل مُركز، فمثلًا قضية التحرش لم تُناقش بشكل مُركز في عملًا فنيًا، وقضية الأمومة كذلك وأرى أن "ليه لأ2" تناول قضية الأمومة بشكل جيد كثيرًا وعرض نماذج مختلفة من النساء ولكن يمكن مناقشتها بطريقة مُركزة أكثر في أعمال فنية أخرى.