يستقطب الهاربات من الأقاليم.. رحلة "فوزي" القواد مع القاصرات وتقديمهن لراغبي المتعة
هربت “س”، من منزل أسرتها بمنطقة عزبة الهجانة في مدينة نصر، بعد خلافات أسرية متكررة، وتعدي والدتها عليها وإثنائها عن الخروج من المنزل بسبب علاقاتها المتكررة مع شباب المنطقة، ورسوبها في دبلوم التجارة.
اعتقدت الفتاة الهاربة أنها ستنتقل من تأنيب الأم المتكرر، وتعديها عليها إلى جنة البراح، وأنها ستصبح بذلك حرة في تصرفاتها غير ملومة فيما تفعل، ولكن لم تحسب لخطواتها حسابا، فقد اقتادها الشيطان بعد ليلة وضحاها من “اللف والدوران”، حتى اهتدت إلى شاب ساقه القدر في طريقها.
علم الشاب “فوزي”، أن الفتاة تائهة أو هاربة فما لبث أن استرسل بكلماته إليها، مطمئنًا إياها فاستمالها وأغواها للذهاب معه، وأنه سيوفر فرصة عمل لها.
أحبت الفتاة الشاب الذي اصطحبها معه داخل شقة وطمأنها بأنه سيتركها مع شقيقته ويذهب للعمل، وما إن وصل الاثنان إلى الشقة حتى كانت المفاجأة.
"داخل شقة الرحاب، غير خارجها"، فهناك ضجيج صاخب ودخان كثيف وضحكات مضطربة لعدة سيدات، دخلت الفتاة التي ارتابت فيما يدور وآثرت الخروج من الشقة، لكن الشاب تحولت رقته إلى شراسة وأخرج من بين طيات ملابسه مطواة، ونطق مهددًا الفتاة “لو خرجتي من هنا هدبحك”.
لكي تطمئن الفتاة أكثر وعدها بالزواج منها، وأحضر سيدة أخرى “ف” أخبرها أنها زوجته وأنها ستكون زوجته الثانية، وأحضر شاهدين وورقة أمهرها بتوقيعه وبهذا تمت مراسم الزوج المزيف.
ليلة مضت وليلتان، حتى تيقنت الفتاة أنها داخل شقة تستقطب الرجال لممارسة الرذيلة، وأن “زوجها المزيف” قوّاد يترأس الشبكة ويستقطب الساقطات ويجبرهن على ممارسة الرذيلة، يعاونه 4 بودي جاردات، ويهددهن بالقتل ويقوم بتصويرهن رفقته في أوضاع مخلة عقب تحرير عقود زواج مزيفة لهن، ثم يهددهن بإرسال صورهن لذويهن أو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وخشية افتضاح أمرهن ينصعن لأوامره.
حكاية رئيس الشبكة “القواد”، بدأت منذ 15 سنة، عندما ترك “ف.ي” 49 سنة، عمله كنجار موبيليا، بعدما أشار عليه أحد زملائه بالعمل كفرد أمن في أحد كباريهات شارع الهرم، ومنها تعرف على كيفية المكسب الوفير وعمل آخر الليل، واستقطاب الفتيات الهاربات من الأقاليم وتقديمهن لراغبي المتعة الحرام، حتى كوّن “شبكة” التي اشتهرت في أوساط الأعمال المنافية للآداب.
ملاحقات أمنية متكررة طاردت المتهم حتى تم ضبطه 8 مرات، واقتيد إلى السجن وصار مسجل خطر “آداب فئة ب”، إلا أن عمله في مجال الدعارة لم يتوقف وتولت إحدى شريكاته إدارة الشبكة المكونة من 11 فتاة، و4 بودي جاردات، وشقق مفروشة بمدينتي والتجمع والرحاب ومدينة نصر.
جمع رجال الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب معلومات عن الشبكة، وصدرت الأوامر بسرعة القبض على عناصرها وعلى رأسها القواد، فألقى رجال المباحث بعد مراقبة استمرت عدة أيام، القبض على جميع عناصر الشبكة واثنين من البودي جاردات، متلبسين بممارسة الرذيلة داخل شقة في منطقة الرحاب.
فيما قالت إحدى المتهمات وتدعى “أ”، إن التحاقها بالشبكة كـ”عاملة جنس”، بدأ منذ 5 سنوات، وكانت تتولى إدارة الشبكة أثناء القبض على المتهم وحبسه، وأنها كانت تقوم بتوزيع الفتيات على الأماكن اللاتي يستقطبن منها الزبائن، في شوارع مصر الجديدة، والميرغني ومدينة نصر والهرم.
وفي اعترافات المتهم الرئيسي، أكد أنه استعان باثنين “س”، و”ع” يعملان معه في محطات رمسيس وعدد من المحطات الرئيسية، لاستقطاب الفتيات الهاربات من ذويهن ثم يقوم بالزواج منهن صوريًّا هو أو أحد أفراد الشبكة لإجبار الفتيات على العمل معهم.
وضمت عناصر الشبكة كلًّا من “ف. ي”، و”س. أ”، و”م. م”، و”س. أ”، و”م. م”، و”أ. م”، و”ب. م”، و”أ. ك”، و”ف. ش”، و”ر. ع".
وجهت جهات التحقيق للمتهمين تهم الاتجار في البشر، وتكوين “شبكة كبرى” لممارسة الرذيلة والأعمال المنافية للآداب، وإجبار وتسخير عدد من الفتيات لممارسة الدعارة وإشباع رغبات الرجال بمقابل مادي، على أن يستحوذ المتهمون على ثلثي ما تتقاضاه الفتاة كل ليلة، وأصدرت المحكمة أحكامًا متفاوتة بحبسهم من 3 سنوات إلى 12 سنة.