السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سعيد زكي يكتب: ماذا يتبقى من إسماعيل ولي الدين؟

سعيد زكي
ثقافة
سعيد زكي
الأربعاء 21/يوليو/2021 - 04:58 م

مثّل رحيل الأديب الكبير إسماعيل ولي الدين اليوم صدمة في الوسط الثقافي، لكنها مُختلفة عن صدمة الحزن على فقد كاتب مهم، بل الحال مختلفة، فنستطيع أن نقول إن رحيل ولي الدين كشف مفاجأة؛ مردها أن الأغلبية العظمى من الوسط الثقافي كان يعتقد أن إسماعيل ولي الدين رحل منذ زمن وقطاع كبير منه لا يعرف إسماعيل ولي الدين أصلًا.

تكاد تستوي معرفة المثقفين وعامة الناس بإسماعيل ولي الدين، وهي معرفة أقرب إلى الـ "صفرية"، فلم يشتهر ولي الدين كأديب وكاتب بل عرف الناس أفلامه، وأهمها وأشهرها على الإطلاق فيلم "حمام الملاطيلي" المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم وعلى أثر عرض الفيلم اتُهم ولي الدين بالترويج للإباحية.

إسماعيل ولي الدين له قائمة أعمال أخرى مثل “الباطنية، ودرب الهوى وحارة برجوان، والكلاب والبحر، والشارع الأزرق، درب الرهبة، عاشقان، وادي السلطان”، لكن اشتهرت الأفلام واشتهرت الإثارة بها ولم يُعرف إسماعيل ولي الدين كاتبها ولا الروايات نفسها.

وقد ساعد إسماعيل ولي الدين نفسه في وضع نفسه في هذه الخانة من خلال سيطرة تيمة واحدة، هي الإثارة على أعماله من ناحية، وعندما اعتزل المشهد الأدبي والإبداعي وغاب منذ التسعينيات تمامًا، من ناحية أخرى.

واليوم بعد رحيل إسماعيل ولي الدين نسأل: ما الذي يبقى من إسماعيل ولي الدين غير تصنيفه كمؤلف إثارة وإباحية؟

إن الإجابة على هذا السؤال يمكن أن نستشفها من خلال حوار أجرته معه الأخبار في 2015 وسؤاله عن اعتزاله واختفائه المفاجئ ليجيب: "لن  أفلسف الأمر، كل ما هنالك أن طاقتي الإبداعية نفدت"، لكن الرجل عاد وأكد أنه هذا ليس السبب الرئيسي، مؤكدًا أن روايته "شجرة العائلة" كانت من ضمن الأسباب التى دفعته إلى الانسحاب "فقد كتبتها فى أربع سنوات وأحداثها تدور ما بين عامى 1952 حتى 1982 حيث إنها رواية تسجيلية تختزل تاريخ هذه العقود الطويلة في خمسة أجزاء، وكنت أجمع الصحف والمجلات الصادرة في تلك الفترة من أجل توثيق الأحداث، مما كان يضطرني إلى الجلوس يوميا لمدة أربع ساعات، وبعد كل هذا الجهد رفض الناشر إصدارها، مُعتذرًا بأن هذه الفكرة لن تبيع، ولأنني مُصر على أن يحتوي نصي على طين الواقع، قررت ألا أمسك بالقلم لأنني غير قادر على الغوص كما تعودت دائمًا".

من هنا يمكن أن نتساءل جِديًا ماذا يتبقى من إسماعيل ولي الدين لا نعرفه؟ ما سر رفض الناشر لرواية لكاتب مثل إسماعيل ولي الدين كانت رواياته تحقق أضعاف أضعاف مبيعات نجيب محفوظ؟ وما الفكرة الجديدة المُختلفة التي تدور حولها رواية شجرة العائلة التي لن تحقق مبيعات؟ هل شحب خيط "الإيروتيك" في أعماله وتحول لموضوعات أكثر جدية هو السبب وراء رفض الناشر لرواياته؟ هل التسجيل الروائي الذي فعله إسماعيل ولي الدين في رواية شجرة العائلة كان يناقش قضايا اجتماعية مختلفة أو به حس سياسي وعالٍ وزاعق هو وراء رفض الناشر؟ وأين مخطوط هذه الرواية؟

أعتقد الإجابة على هذه الأسئلة ستُسفر لنا عن وجه آخر لإسماعيل ولي الدين، وهي الإجابة التي يُمكن الوصول إليها من خلال الوصول إلى ما تحتويه رواية "شجرة العائلة".

تابع مواقعنا