إدانات عالمية بعد تصريحات الرئيس التركي بإعادة فتح مدينة "فاروشا" القبرصية
اشتدت الاحتجاجات العالمية بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإعادة فتح مدينة فاروشا القبرصية، خلال زيارته للجزيرة، واصفين إياها بالانتهاك لقرارات الأمم المتحدة وتقويض لجهود السلام.
وصرح كل من أردوغان، وأرسين تتار زعيم القبارصة الأتراك، بأن السلام الدائم في قبرص لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال اعتراف المجتمع الدولي بدولتين منفصلتين، في تحول عن عقود من مفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق إعادة توحيد الجزيرة.
وتعد إعادة فتح هذا المنتجع الساحلي السابق خط أحمر للقبارصة اليونانيين، علما أن المفاوضات بين الطرفين بشأن إعادة توحيد الجزيرة متوقفة منذ 2017.
واشنطن تدين مشروع أردوغان
أعلنت الولايات المتّحدة أمس إدانتها المشروع الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة فتح فاروشا، مدينة الأشباح الواقعة في شرق قبرص والتي هجرها سكّانها الأصليون القبارصة اليونانيون منذ قرابة نصف قرن ويريد القبارصة الأتراك اليوم بدعم من أنقرة إعادة فتحها تحت إدارتهم.
وقال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي في بيان، إن "الولايات المتحدة تعتبر ما يقوم به القبارصة الأتراك في فاروشا، بدعم من تركيا استفزازيًا وغير مقبول ولا يتفق مع الالتزامات التي قطعوها في الماضي للمشاركة بطريقة بناءة في محادثات سلام".
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي، "نحض القبارصة الأتراك وتركيا على التراجع عن القرار الذي أعلنوا عنه اليوم وعن جميع الخطوات التي اتّخذت منذ أكتوبر 2020" في المنتجع السياحي المهجور.
ولفت البيان إلى أن "الولايات المتحدة تعمل مع شركاء يشاطرونها رأيها لإحالة هذا الوضع المقلق إلى مجلس الأمن الدولي، وسنحثّ على استجابة قوية".
وتابع "نؤكد على أهمية تجنب الأعمال الاستفزازية الأحادية الجانب التي تزيد التوترات في الجزيرة وتعيق الجهود المبذولة لاستئناف محادثات تسوية قبرص وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي".
الاتحاد الأوروبي يندد باعتزام أردوغان
واعرب جوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس، عن قلقه لإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشروعا لإعادة فتح مدينة فاروشا القبرصية، التي سبق أن كانت نقطة جذب سياحية، معتبرا أنه غير مقبول.
وقال بوريل في بيان، "يشدد الاتحاد الأوروبي مجددا على ضرورة تفادي الخطوات الأحادية المنافية للقانون الدولي، والاستفزازات الجديدة التي يمكن أن تزيد التوترات في الجزيرة وتهدد استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية شاملة للمسألة القبرصية".
اليونان تدين الإعلان التركي
وأدانت اليونان، بأشد العبارات الإعلان التركي بشأن منتجع فاروشا واعتبرته انتهاكا لقرارات مجلس الأمن ومبادئ الاتحاد الأوروبي.
وقالت الخارجية اليونانية في بيان، "إن الإعلان يعد انتهاكا صارخا للقرارين 550 لعام 1984 و789 لعام 1992 الصادرين عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكذلك لقرارات المجلس الأوروبي، التي تدعو تركيا إلى الامتناع عن الأعمال الأحادية والاستفزازية التي تزعزع استقرار المنطقة".
وحثت الخارجية اليونانية تركيا على احترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، قائلة إن اليونان تظل بالتنسيق الكامل مع جمهورية قبرص، ملتزمة بحل القضية القبرصية على أساس اتحاد ثنائي الطائفة وثنائي المناطق".
فرنسا تتهم الرئيس التركي بالاستفزاز
أصدر جان إيف لورديان وزير خارجية فرنسا بيانًا رسميًا صباح، اليوم الأربعاء، يتهم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بالاستفزاز" فيما يتعلق بتصريحاته الخاصة بمسألة قبرص.
وأدانت فرنسا، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية AFP، إعلان تركيا إعادة فتح حي فاروشا، مؤكدةً دعمها للجانب القبرصي.
وأعلنت باريس أنها ستطرح قضية الإعلان التركي الخاص بإعادة فتح حي فاروشا القبرصي، في الأمم المتحدة.
واعتبرت فرنسا دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لحل قائم على دولتين في قبرص استفزازًا لها، مشيرةً إلى أن هذا الحل "يقوض استعادة الثقة الضرورية للاستئناف العاجل للمفاوضات من أجل حل عادل ودائم للقضية القبرصية".