ذهب ليشتري كُشري فقُتل غدرًا بسكين.. أسرة الطفل "أحمد" بالفيوم تُطالب بحق ابنهم وإعدام القاتل (فيديو)
كانت الحياة هادئة في تلك الليلة المُباركة، عندما عاد الابن الأصغر، من عمله مع زوج شقيقته بمنطقة الهضبة بالقاهرة إلى مقر إقامته بحي الصوفي بمدينة الفيوم، ليقضي إجازة عيد الأضحى المُبارك، مع والدته وأشقائة البنات الـ 5، في جو أُسري دافئ، تعمه المحبة والمودة، وفي وقفة عرفة خرج هذا الابن إلى الشوارع مثل أي طفل في سنه ليُشاهد مظاهر الاحتفاء بقدوم العيد، فوجد تجمع الشباب والأطفال في إحدى المناطق، فوقف يُشاهد مراسم الذبيح ابتهاجًا بالعيد، فنشب خلاف بينه وبين طفل آخر يبلغ من العُمر 16 عامًا، أثناء مشاهدتهما مراسم الذبيح، أدى فيما بعد لقتله على يد الآخر طعنًا بسلاحٍ أبيض.
أحمد ناصر عويس، 14 عامًا، من حي الصوفي بالفيوم، الابن الأصغر من بين 5 بنات، تُوفي والدهم مُنذ فترة، فقرر العمل ليكون عوضًا عن والده ويُساعد والدته في المصروفات، جاء في زيارة ترفيهية لأسرته بمناسبة عيد الأضحى، ولم يَكُن يعلم ماذا يُخبئ له القدر من آلم، ووجع سيظل عالقًا في كل عيد مع أسرته، فبعد أن كانت الحياة مبُهجة في منزل هذه الأسرة تحوّل عيدهم إلى صراخ وبكاء وانهيار، بعد مقتل الابن غدرًا وطعنًا بالسلاح الأبيض على يد طفل آخر أكبر منه بعامين فقط، ويُدعى "إبراهيم.خ.ج.م.م".
تعود القصة إلى عندما قام المجني عليه بركن دراجته ليُشاهد مراسم الذبيح، وسط تجمع العشرات من الأطفال والشباب، وبحسب ما روت أسرة المجني عليه، لـ "القاهرة 24"، فدار حديثٍ بين نجلهم والطفل الآخر على دراجة المجني عليه أثناء مشاهدتهما مراسم الذبيح بحي الصوفي، فقال الآخر للمجني عليه: "العجلة دي تلزمني وقام بضربه على وجهه، وانتهى الأمر بينهما على ذلك".
وعندما كانت تجلس والدة المجني عليه، بفرشة الخضروات على كوبري الصوفي بالفيوم، كعادتها كُل يوم، جاء نجلها من منزلهم وطلب منها أن يفُطر، وعندما سألته تحب تفطر إيه قال لها، كُشري، فأعطت له ثمن علبة كُشري لتكون وجبة فطاره، وذهب الابن ليشتري الكُشري من أحد المحلات، والذي كان صُدفة على قُرب من منزل الطفل الآخر "الجاني"، الذي نشب الخلاف بينهما أثناء مشاهدتهما مراسم الذبيح، وبعد وقت قليل جدًا وجدت الأم سيدة مُسرعة جاءت لها لتُخبرها،:"ابنك مرمي في الشارع مضروب بسكينة"، هرعت الأم مُسرعة إلى المكان، حتى أخبرها البعض" في ناس أخدوا ابنك وطلعوا بيه على المستشفى"، حتى اكتشفت من شهود العيان أن الجاني عندما شاهد نجلها بالقرب من منزلهم، تشاجر معه برفقة أخوته، حتى ضُرب غدرًا بالخنصر "آله تستخدم في سلخ جلد الأضاحي"، في جانبه أودت بحياته، هرعت مرة أخرى الأم التي لا حول لها ولاقوة، دون تفكير، تاركة فرشتها على كوبري الصوفي، وذهبت إلى المستشفى، حتى اكتشفت بعد ذلك من شهود العيان أن نجلها قُتل غدرًا على يد هذا الطفل الذي شب بينه وبين نجلها خلاف بسبب "العجلة"، وأخبرها شهود العيان، أن أشقاء القاتل هم من أخذوا نجلها إلى المستشفى حاملينه في سرفيس، وتركوه في المستشفى وهرعواعلى الفور.
روت والدة المجني عليه القصة كاملة في بث مباشر على الهواء مع “القاهرة 24”، قائلة: "ذهبت إلى المستشفى قالوا لي ابنك في العمليات وبعد مرور 10 دقائق قالوا لي ابنك نزل المشرحة، وبعد مرور وقت وأنا في حالة سيئة أخبرني أحد شهود العيان، عن لحظة قتل نجلها، وأخبرها أن 3 أشقاء منهم اثنان قاما بتكتيف نجلها، والثالث قام بضربه بسكين أبيض، وجرى القاتل هاربًا، والاثنان قاما بأخذ نجلها في سرفيس إلى المستشفى، وعندما سألت في المستشفى عن الأشخاص الذين نقلوا نجلها، كان الرد أن اثنين وصلا نجلها إلى المستشفى ولم يذكرا أسمائهما".
وتابعت الأم وهي تبكي ليس حُزنًّا على فراق نجلها فحسب بل على الطريقة التي رحل بها عن عالمها، ذهبت لقسم الشرطة وبلغت، وبالفعل قامت الأجهزة الأمنية بضبط وإحضاره والدة القاتل، ثم تم ضبط وإحضار القاتل بعد هروبه في إحدى قرى الفيوم، "ملحقتش أشوف ابني ولا قالي مين ضربه".
وأوضحت الأم، ليس لنا أي صلة بأهل القاتل، ولا يوجد أي مشاكل تجمعنا بأهله من قبل، مطالبة الأهالي وشهود العيان، بالاعتراف وقول الحق، وسبب هجومهم على نجلها، "كل شخص أقواله مختلفة عن الآخر مش عاوزة مجاملة لأهل منطقة القاتل قولوا الحق فقط".
جنازة الطفل أحمد
وعن جنازة الطفل ذات الـ 14عامًا، قالت الأم، "كانت زفة مش جنازة، كبير صغير بكى عليه كان من شغله لبيته وبيته لشغله عدد كبير خرج ورا ابني الجنازة، بعد عودتنا من المستشفى لأداء صلاة الجنازة، وجدنا عدد فوق الخيال جميع الأطفال كانت تبكي حُزنًّا عليه".
وطالبت الأم، بالعدل وحق نجلها يتيم الأب: "أنا ست غلبانة ببيع خضار، وكان سندي بعد زوجي أطالب بإعدام القاتل وشنقه، لازم أمه تتحرق قلبها زي ما أتحرق قلبي على ابني ليلة عيد، لازم يكون عبرة لأي شخص يفكر يشيل سلاح ويمشي يضرب في خلق الله".
وتابعت السيدة باكية، أطالب رئيس الجمهورية بأخذ حق نجلي، "ياريس أقف جنبي ياريس وهات لي حق نجلي أنا ست غلبانة مش عاوزة ثأر، ولامشاكل لكن أملي فيك ياريس".
ذكرى كابوس ليلة العيد في منزل الأسرة
وعبرت الأم، ستبقى ليلة العيد في كل عام، ذكرى عالقة في أذناي، مؤلمة بالنسبة لي لأنها ستكون ذكرى رحيل نجلي، كل عيد سيبقى جحيم، ابني لم يُخلق أي مشاكل مع أطراف من قبل، كانت سمعته طيبة".
وفي ختام حديثها، طالبت كل من يسمع حديثها عبر "القاهرة 24"، بالدعاء لنجلها بالرحمه، وأخذ حق نجلها والصبر، على فراقه "حسبي الله ونعم الوكيل، ابني مات دون سبب"، موجهة رسالة لأهل الجاني، وهي منهارة بالبكاء وممسكة بقلبها الذي يبدو أنه أشتد وجعًا من الحُزن،"لو كان فيه سبب اشتكيه للحكومة، ولأهله لكن متقتلوش".
فيما انهارت شقيقة المجني عليه، بالبكاء قائلة": لي توصل بقتل أخويا، موجهة رسالة لأهل القاتل عملك حاجة تعالى اشتكي لأهله لكن متوصلش للقتل، ليه غدرت بيه أنت وأخواتك أمام بيتكم، وجدوها فرصة وتخلصوا منه اصطحبوه في شارع سد وغدروا به وأخذوا شقيقي سرفيس وهو ميت، وتركوه في المستشفى كأنهم وجدوه مُصاب في الشارع".
وتسألت، كيف استطعت أنِّ تُطعن طفل في ليلة عيد؟، "مش عاوزين حاجة من الدنيا غير حقه، أمي مريضة سكر وضغط سقطت 3 مرات في المشرحة، ولم تستطع تودع شقيقي أو تسقيه الماء الأخير، تركنا الأمر لله وللقانون يأخذ مجراه".
وأكملت شقيقته باكية،:"أحمد، كان سند وضهر أمي، كان بيصرف عليها بعد زواجنا ووفاة والدنا، قلبي اتحرق على أخويا، ونطالب بأخذ حقه، لم يكفي سجن الجاني 4 سنوات ويخرج".
فيما قالت شقيقته الأخرى، طفل يتيم مفيش غيره ولد على 5 بنات، وجدنا خدوش في الرقبة ومضروب بالبطن، شقيقي نحيف الجسم، لم يستحمل الضرب، معبرة،:"ليه طفل يقضي العيد تحت التراب في القبر، وجعتوا قلب أمي عليه، موجهة رسالة لأهل القاتل، "لنا ربنا ولن نترك حق شقيقنا، عاوزين حقه ميروحش هدر ياريس"
شقيقة المجني عليه تروي ما شاهدته داخل المشرحة
أمّا شقيقته التي دخلت عليه في المشرحة، روت لنا، ما شاهدته قائلة: "دخلت على أخويا لقيته مقطع، خدوش بالرقبة ونزيف، وجدته راقد على الترولي، دون ملابس، ليس داخل ثلاجه موتى".