الناقد الأدبي مصطفى بيومي: "إسماعيل ولي الدين فقاعة وكان لصًا" (حوار)
توفي أمس الكاتب الروائي إسماعيل ولي الدين، والذي اشتهرت أعماله في فترة السبعينات والثمانينات، وتخطت رواياته أكبر كتاب عصره، حتى مبيعات نجيب محفوظ نفسه، وتحولت الكثير من أعماله إلى أعمال سينمائية وكانت هناك الكثير من الصراعات لإنتاج أفلام مقتبسة من كتاباته، ومن أشهر رواياته حمام الملاطيلي، والباطنية، والأقمر، ودرب الهوى وغيرها من الأعمال، كما تحولت تلك الأعمال إلى أفلام حققت نجاحات كبيرة في عالم السينما، ثم اعتزل وابتعد عن مجال الكتابة في التسعينات إلى وفاته أمس.
وانطلاقًا من سيرة الراحل المثيرة للجدل، أجرى "القاهرة 24" حوارًا مع الناقد والمفكر مصطفى بيومي حول أعمال الراحل.
هل تتفق مع من قالوا بأن الكاتب ركز على الإباحية في رواياته؟
لا أتفق، هناك أحيانًا كلامًا عن الجنس أو الشُذوذ، لكن مفهوم الإباحية لا ينطبق على كتاباته.. هو كاتب جرئ بعض الشيء، يتحدث عن القضايا المسكوت عنها، لكن ليست إباحية بمعناها السلبي.
في رأيك هل وظفها في سياق أدبي جيد أم كانت تُوضع بغير داعٍ؟
حاول الكاتب أن يُوظفها، مثل “حمام الملاطيلي”، تلك الرواية التي اشتهرت خاصة بعد فيلم صلاح أبو سيف.
ما هي الأشياء التي ميزت أعماله حتى تُباع بتلك الكميات؟
هناك عدة مُشتركات في أعماله، فهي تتميز أولًا بالركاكة اللغوية غير العادية، وهو كاتب لغته ضعيفة جدًا، مُتواضع الموهبة على كافة المستويات، فضلًا عن أنه كان لصًا في مجموعته الباطنية، وهناك قصة أخذها بالحرف والكلمة وحتى علامة الترقيم من قصة “بولندية” منشورة في مجموعة منشورة في الهيئة العامة للكتاب، ولم يغير غير الأسماء.
تقصد أنه ترجمها ونسبها لنفسه؟
لا لا، هو لم يكن مُترجم أو مقتبس، هو سرق الترجمة التي قام بها غيره، ونسب القصة لنفسه، هو “ناقل حرفي”.
كيف تفوق إسماعيل ولي الدين على نجيب محفوظ؟
لو نظرنا إلى تاريخ الإبداع المصري أو الثقافة المصرية، نجد كل عقد أو كل حقبة زمنية، يصعد كاتب في جيله يحقق شهرة واسعة تفوق إمكانياته، وسرعان مان ينتهي، حيث يعتبر الكاتب إسماعيل، أحد الآثار المُترتبة على هزيمة 1967، وكانت الهزيمة بداية التفسخ، إضافة إلى أن أدب إسماعيل يعكس ذلك، وهو يعبر عن الأزمة، وحينما بدأت مرحلة السبعينات بالانفتاح وتحول قيم المجتمع المصري، كانت كتاباته هي المُعبرة عن المرحلة ليست لأنها كتابات جيدة، لكنها نِتاج وتعبير عن المرحلة.
هل إفلاس الكاتب كان سببا في ابتعاده عن العمل الكتابي منذ التسعينات؟
إسماعيل ولي الدين من مواليد 1935، وهي نفس الفترة التي كان موجود بها عدد من الكُتاب المُهمين جدًا، مثل بهاء طاهر مواليد 1935، صنع الله إبراهيم وجميل عطية إبراهيم مواليد 1937، وجميعهم من أبناء جيله الأكثر موهبة منه، لكنهم لم يأخذوا شهرته، إلا أنهم استمروا على الساحة الأدبية، أما إسماعيل ولي الدين، حتى وإن لم يبتعد فلم يكن يستطع الاستمرار في ظل وجود مُستويات أعلى منه بكثير، حيث إن الرواج المؤقت دائمًا ما يتبعه انطفاء دائم.
ما رأيك في مستوى أعماله ومستواه ككاتب؟
شخصياته مهزوزة جدًا في البناء تطور الحدث عنده تطور غير رشيد، فِكرة الكتابة المُنظمة المحسوبة المُنظمة التي تعتمد على بنية حقيقية، غير موجودة لديه، بالتالي هو عبّر عن مرحلة في السبعينات، وكان يكتب العمل.
وفور صدوره يتحول إلى مسلسل إذاعي وإلى فيلم سينمائي، وأقول إنه لا يصح إلا الصحيح.. لا يمكث على هذه الأرض إلا ما ينفع الناس، وهذا مُرتبط بأشياء منها هل أنا كاتب جيد أم كاتب رديء؟، الكاتب الرديء مثل العملة الرديئة يمكن أن ينتشر، ويكتسح لفترة، لكن لا يتبقى له أو يملك مقومات البقاء، وبعيدًا عن شخصه “رحمه الله”، أرى أن أهم قراراته الاعتزال المُبكر، لأنه أدرك أنه أفلس، وهو للحق مُفلس من البداية.