الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مصطفى بيومي: نكسة 1967 سبب رئيسي في تراجع الثقافة المصرية

مصطفى بيومي
ثقافة
مصطفى بيومي
الخميس 22/يوليو/2021 - 07:02 م

بعد انتهاء الموسم الخاص بمعرض الكتاب المصري، وإسدال الستار على تلك الدورة، كان هناك تفاوت في حجم مبيعات وإقبال الزوار على النوعيات المختلفة من الكتب، وصرح بعض النقاد بأن معظم الأعمال التي تتصدر مبيعات الكتب، غير جادة، ولن تبقى ولن يكتب لها الاستمرار.

ومن هذا المنطلق أجرى "القاهرة 24" حوارًا مع الناقد  الأدبي مصطفى بيومي، حول أسباب تراجع الأدب الجاد أمام الأدب الرديء، نعرضه في السطور التالية.

قال بيومي عن الأسباب الرئيسية التي نتج عنها ذلك التراجع: "ما زلنا ندفع ثمن هزيمة 1967، حتى الآن، تلك الهزيمة لم تكن مجرد هزيمة عسكرية، لكنها كانت صدمة مدوية، واستُكملت في عهد السادات، لأنه حتى العبور والنصر العسكري في 1973، والإحساس باسترداد الأرض والكرامة سرعان ما تم إجهاضه، بدأ الانفتاح، بدأت الغزوة الوهابية، ظهرت جماعات الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة، بتشجيع السادات، وصولًا إلى الذروة الدرامية، في حادث المنصة 1981، وكانت من الممكن أن تكون حادثة المنصة بداية للإصلاح، لكن الرئيس مبارك لم يفعل هذا، استمرت لعبة التوازنات، بأن نترك للجماعات الشارع والنقابات، وحجاب النساء وتعليم الأطفال الدين حسب فهمهم".

وقال عن ربط الأعمال الجيدة بالمبيعات: "الأعمال الأدبية والفنية لا يتم تقييمها بحجم المبيعات أو نسبة الانتشار، فمثلًا أفلام يوسف شاهين لم تحقق النجاح الكبير في السينمات، كان يكفي فيلم آخر أن يضع صورة عارية على الأفيش ليحقق النجاح الكبير، فيلم باب الحديد فشل أثناء عرضه وبقى حتى تلك اللحظة حيًا بين الناس، معيار الرواج ليس معيار وحيد لتقييم الكاتب إنما المعيار هو الصمود النسبي في وجه الزمن، الكثير من الكتاب يحققون نجاحات كبيرة في فترات معينة من الأزمنة، لكن لا يبقون مع الناس بعد انقضاء تلك الفترات، لا بد أن يعبر الكاتب عن القضايا الإنسانية، وأن يكتب بناء على مقومات معينه تجعل عمله مقبولًا لدى الأجيال اللاحقة، وإلا سيندثر بمجرد أن تمر مرحلته".

وأضاف عن الفرق بين أجيال القراء: "المناخ هو الذي يشكل الفارق، فيجعل الكاتب الموهوب يأخذ حقه من الانتشار النسبي والشعبية النسبية، لدينا مثلا أصوات تقترب من أم كلثوم حاليًا لكن لا نملك مناخًا يسمح بظهور أم كلثوم أو عبد الحليم جديد، وذلك مرده لعدة عوامل، فالتعليم منهار والثقافة منهارة، ومنظومة القيم منهارة، الغزوة الوهابية التي وصلت لذروتها في مطلع هذا القرن، لكن هذه الظاهرة ستنحسر، وبدأت في الانحسار في البلاد التي خرجوا منها، والتي تغلق عليهم الآن صنابير الأموال".

وعن رأيه في وجود هيئة رقابية على الأدب قال: "لا الرقابة جحيم، إنما نكتب والحكم يكون للقارئ، وهناك الكثير من الكتب الرائعة التي وزعت أعداد جيدة، في معرض الكتاب هذا العام".

وأضاف "هناك خلل في الحياة النقدية في مصر، إذ لم تكن لي شلة أو مصالح مع أحد، فمن الممكن أن أكتب رواية رائعة، لكن لن يكتب عنها أحد مجرد خبر، ومن الممكن أن أضع دراسة نقدية تستغرق مني سنوات ولا يسمع بها أحد".

وعن ظاهرة كثرة الأعمال الرديئة قال: "هناك الكثير من كتاب الرواية لم يقرأوا روايتين حرفيًا، هم فقط وجدوا فكرة في رأسهم، ثم وضعوها على الورق، ولا يملكون أدنى مقومات الكتابة".

 وأردف "نحتاج دراسة تلك الظواهر التي حدثت وتحدث، بموضوعية شديدة حتى نعلم ما أسباب انتشارها، وما سبل معالجتها".

تابع مواقعنا