أزمة لبنان محلك سر.. ومحلل سياسي: الحل في كسر هيمنة حزب الله.. ومصر قد تعيد دورها التاريخي (حوار)
- ميشال عون وجبران باسيل يحتميان في سلاح حزب الله
- حزب الله يستفيد من غياب السيادة ويتصرف كأنه الدولة
- العقوبات الأوروبية على المعرقلين قد تكون مفيدة في فرض معادلة جديدة
تتفاقم الأزمة في لبنان يوميًا بعد آخر في ظل غياب حكومة كاملة الصلاحيات والسيادة، وتضخم الأزمة الاقتصادية وانعكاسها على الشارع اللبناني، الذي ينتظر حكومة لديها الصلاحية والكفاءة لإجراء الإصلاحات الضرورية المطلوبة.
وما زاد من حدة المشكلة وتلاشي الآمال في حل قريب، هو اعتذار سعد الحريري، رئيس الوزراء المكلف، عن عدم تشكيل الحكومة، وذلك بسبب خلافات مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يتمسك بوجود "الثلث المعطل"، في الحكومة، بينما يصر الحريري على حكومة كفاءات وتخصصات لتنفيذ الإصلاحات.
يرى الباحث السياسي اللبناني، الدكتور مكرم رباح، أن الطبقة السياسية بأكملها تتحمل مسؤولية ما وصل إليه لبنان حاليًا، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية وحزب الله الذي يسعى لإطالة أمد الأزمة لاستفادته المباشرة من هذا الشغور في السيادة للدولة، لتنفيذ أجندته وملء هذا الشغور والاستثمار فيه بتهريب المواد المدعمة والقتال خارج حدود الدولة.
وكان لنا مع الدكتور مكرم رباح، هذا الحوار:
- بداية من يتحمل الأزمة التي وصل إليها لبنان حاليًا؟
يتحمل الأزمة الحالية في لبنان كل الطاقم السياسي اللبناني، على رأسه حزب الله وميشال عون، لأن تشبثه هو وصهره جبران باسيل، بموقفهما المطالب بالثالث المعطل، نابع من تغطية يحظون بها من سلاح حزب الله، وعزل لبنان عن بيئته العربية، وبشكل مباشر نتيجة تصرفات حزب الله في المنطقة، من قتال خارج حدود لبنان ومهاجمة للدول العربية الشقية.
- بعد اعتذار الحريري.. هل من إمكانية لتسمية خليفة له؟
لا بد من اللجوء إلى الاستشارات النيابية الملزمة، لكن كما أثبتت التجربة فإن الرئيس المكلف لا يعني تشكيل حكومة، لأن رئيس الجمهورية لا يتعاون أو يطبق روح القانون لتشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات اللازمة.
- مَن الطرف المستفيد من هذا الانسداد في ظل تضرر الشعب اللبناني؟
حزب الله والأحزاب الحليفة له هي من تستفيد من غياب فكرة السيادة والحوكمة، ليستمر الحزب في تهريب المواد المدعومة والمحروقات ويتصرف كأنه الدولة، هذا شيء في نهاية المطاف يفيد حزب الله كمليشيا تقاتل في كل أنحاء المعمورة.
بعد زيارة الحريري.. ما الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر للمساعدة في حل هذه الأزمة؟
مصر عرضت كما حال العديد من الدول العربية، أن تلعب دورًا إيجابيًا، وقد عبّرت عن رغبتها في خلق أجواء مناسبة لجمع الأطراف اللبنانية للحوار لكن مع الأسف أتى الرد من حزب الله وميشال عون، بعدم التعاون في موضوع تشكيل الحكومة.
ومصر تستطع أن تلعب كما لعبت دورًا تاريخيًا في حل الأزمة في لبنان، لكن لا أعتقد أن أي طرف خارجي يستطيع أن يغير في المعادلة المحلية في حال كان الأطراف المحليون غير راغبين في هذه التسوية.
- لكن إذا كان الداخل يخلو من الحلول ولا حل خارجي ناجح، إذن كيف يكون الحل؟
الحل الخارجي لا يأتي إلا بتغير الطبقة الحاكمة وكسر سيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية.
- هل تتوقع فرض عقوبات دولية على المعرقلين بسبب هذا الوضع؟
نعم، هناك سلسلة من العقوبات الأوروبية على بعض المعرقلين، وقد يكون شيئًا إيجابيًا ويساعد في فرض معادلة جديدة.