ذكرى تولي محمد سعيد حكم مصر.. "أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة"
تولى محمد سعيد الحكم خلفًا لابن أخيه الأكبر عباس الأول في 24 يوليو 1854، وشهد عصره العديد من الأعمال المهمة والتي كان لها دور في حدوث تحولات مصيرية في الدولة، أهمها إعطاء فرديناند ديلسبس الموافقة على حفر قناة السويس، وتأسيس البنك المصري في عام 1854م.
وعلى الرغم من النزعة الغربية عند سعيد باشا، إلا أنه أغلق المدارس العليا "الكليات" التي أنشأها والده محمد علي باشا، وكان منطقه في ذلك غريبًا، حيث قال وقتها: "أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة".
وفي عهد سعيد باشا انتهى العمل من سكة حديد القاهرة - الإسكندرية والذي بدأ في فترة حكم عباس حلمي الأول، كما أنه خفض الضرائب على الأراضي الزراعية، وأسقط المتأخرات عن الفلاحين ومنحهم حق تملك الأرض وذلك طبقًا للقانون الذي أصدره في 5 أغسطس 1858.
شملت ولايته العديد من الإصلاحات حيث اهتم بالملاحة التجارية الداخلية والخارجية، فأنشأ شركتين للملاحة إحداهما نيلية أسسها عام 1854، والأخرى بحرية أسسها عام 1857، وقصّر مدة الخدمة العسكرية ثم عممها على جميع الشبان على اختلاف طبقاتهم، فجعل متوسط الخدمة سنة واحدة، وبذلك أدخل في نفوس الناس الطمأنينة على مصير أبنائهم المجندين.
أصدر لائحة المعاشات للموظفين المتقاعدين، وأصلح مجلس الأحكام وأجرى عدة تغييرات في هيكله، ومنع نقل الآثار المصرية وأمر بجمعها في مخازن أعدت لها في بولاق، لكن حكم سعيد كان النواة الأولى للاستدانة وإثقال كاهل مصربالديون.
