السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أول مصرية حاصلة على ماجستير علوم البيئة والتنمية من جامعة ليدز: اهتمام السيسي بالملف أحدث نقلة نوعية (حوار)

الباحثة آية محمد
تقارير وتحقيقات
الباحثة آية محمد
السبت 24/يوليو/2021 - 01:19 م

الباحثة آية محمد أول مصرية حاصلة على ماجستير علوم البيئة والتنمية من جامعة ليدز البريطانية تتحدث عن كواليس حصولها على درجة الماجستير، ونشاطها في العمل العام والشأن البيئي، وتكريمها من جهات عديدة ومشاركتها في مسابقات دولية رغم إصابتها بمرض مناعي مزمن.

نشأت آية في منطقة بسيطة بأحد أحياء محافظة القليوبية يكثر فيها التلوث، حيث لا يكترث المواطنون بخطورة القمامة وتراكمها، وانتشار أمراض الجهاز التنفسي وسرطانات الرئة دفعها لمحاولة إيجاد حل عملي للتخلص من هذه الأزمة، وبدأ شغفها بالملف البيئي في سن صغيرة، وكتبت بحثها الأول عن التلوث البيئي وعلاقته بالازدحام السكاني وهي الثانية عشرة من عمرها.

عملت الباحثة وتطوعت في مؤسسات ومبادرات عديدة لتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة، وكيفية الاستفادة من المخلفات بإعادة تدويرها، وشاركت في مسابقات دولية وكانت أحد المرشحين لجائزة العلوم البيئة هذا العام، وأجرى "القاهرة 24" حورًا معها حول ملفات كواليس حصولها على درجة الماجستير، وكيف ترى جهود الدولة في ملف التخلص من المخلفات، والحد من استخدام الأكياس البلاستيكية.

كيف حصلتِ على ماجستير علوم البيئة والتنمية من جامعة ليدز الإنجليزية؟

في عام 2018 تقدمت للحصول على منحة تشيفننج التي تقدمها الحكومة البريطانية لذوي القدرات القيادية من جميع أنحاء العالم لمتابعة الدراسات العليا في إحدى الجامعات الإنجليزية، ولأن سيرتي الذاتية كانت مليئة بالمبادرات الاجتماعية والتطوع في مجالات الشأن البيئي تأهلت للفوز بالمنحة منذ المرة الأولى، ومن بين 14 ألف متقدم وقع عليّ الاختيار إلى جانب 49 مشاركًا آخر من مصر، وكنتُ أول مصرية تحصل على درجة الماجستير في علوم البيئة والتنمية من جامعة ليدز البريطانية، التي تعد أفضل الجامعات في العالم في مجال علوم البيئة.

من أين بدأ شغفكِ بالمجال البيئي والاهتمام بدراسته؟

نشأتُ في منطقة شعبية صغيرة بمحافظة القليوبية، وكان التلوث البيئي فيها أمر معتاد للأسف، وكان الناس يصابون بأمراض الجهاز التنفسي حتى بعض أقاربي وجيراني أصيبوا بتلك الأمراض، وبدأت أقرأ وأبحث في الأمر وبدأ شغفي بمجال البيئة وحمايتها يكبر بداخلي، وفضلت أن أشارك في حل هذه المشكلة التي تؤثر سلبًا في الجميع.

ذهبتُ إلى المكتبة العامة بالمنطقة التي أعيش فيها، وقرأت الكثير من الكتب والأبحاث، وأعددتُ أول بحث لي للمشاركة بمسابقة نظمتها الإدارة التعليمية بمنطقة "شبرا الخيمة" وعمري 12 عامًا فقط، وكان موضوعه عن التلوث البيئي وعلاقته بالتكدس السكاني، وحصلت على المركز الأول.

وتابعت دراستي حتى الانتهاء من المرحلة الثانوية والتحقت بكلية العلوم جامعة عين شمس، لكن القدر كان له رأي آخر أن أصاب بمرض مناعي وهو الحمى الروماتيزمية، وهو ما كان يسبب لي التهاب المفاصل وارتفاع درجات حرارة الجسم وألمًا شديدًا في العظام، ورغم كل هذا ذاكرت وأنهيت دراستي، وأحيانًا كنت أذهب إلى الجامعة وأهلي يحملونني.

وبعد حصولي على بكالوريوس العلوم من جامعة عين شمس، وكان شغفي بالمجال البيئي صار أكبر من ذي قبل، قررت التقدم إلى منحة تشيفننج للحصول على فرصة لإكمال الدراسات العليا في مجال البيئة الذي قطعت فيه شوطًا داخل مصر بالتطوع في بعض المنظمات والجمعيات الأهلية المصرية منها والدولية، لكن كان ينقصني أيضًا بعض المؤهلات والخبرات، فشاركت في مسابقات بمشروعي الخاص بإعادة التدوير.

قد تكون صورة لـ ‏‏‎Aya Mohamed Ali‎‏‏
الباحثة آية محمد

كيف تم ترشيحكِ لجائزة العلوم البيئية، وما الجهة المانحة؟

جائزة العلوم البيئية هي جائزة تمنحها إحدى الشركات المصرية كمبادرة اجتماعية لتشجيع العالمات السيدات في مجال البيئة والتكنولوجيا الحيوية، وتطوير مشاريعهن، وهي المرة الأولى التي كان سيتم تكريمي فيها داخل مصر، وكان من المقرر استدعاء بعض العلماء الحاصلين على جائزة نوبل، ومنذ أيام أبلغتنا الجهة المنظمة بإلغائها لأسباب لوجستية.

حدثينا عن مشروع إعادة تدوير المخلفات الخاص بكِ، وما الجوائز التي فزتِ بها؟

هو مشروع لإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية التي نجمعها ثم نعقمها وفقًا للمواصفات والمعايير القياسية المعمول بها، ومن ثم إعادة تدويرها من خلال ماكينة مخصصة، وبالفعل نجحنا في إنتاج أكياس الملش المعروفة في مصر بالفيلم الزراعي؛ لتحسين خواص التربة وحمايتها من تغير درجات الحرارة والاحتباس، والآفات الضارة بالتربة مثل الحشرات والديدان وغيرها، ويغني المزارعين عن استخدام أي أسمدة، كما يقلل المنتج من احتمالية الفقد في مياه الري والمحصول.  

وفي عام 2017 شاركنا في إحدى المسابقات التي نظمتها السفارة البريطانية بالقاهرة، بفكرة المشروع "Recyclizer" الخاص بإعادة تدوير مخلفات البلاستيك، وحصلنا على المركز الثاني على مستوى الجمهورية للمشاريع البيئية وإعادة التدوير، إلى جانب دعم مالي صغير لتطوير الفكرة، وبالفعل أخذنا خطوات جادة للتطبيق وأنتجنا نموذجًا أوليًا، وكُرمنا في عديد من المسابقات والمؤتمرات الخاصة بريادة الأعمال.

كما تم تكريم المشروع في مسابقة هدفي لأنجح رائدات الأعمال في الوطن العربي، وكنت المصرية الوحيدة التي تشارك إلى جانب 4 مشاركات أخريات من جنسيات عربية مختلفة، ومثلنا مشروعاتنا أمام أبرز رواد الأعمال والمستثمرين في العالم في TIE Duabi Summit 2019 وحصلت على عروض استثمار كثيرة للمشروع خارج مصر لكني لم أقبل "حابة نكمل هنا في مصر".

قد تكون صورة لـ ‏‏‏٣‏ من الأشخاص، بما فيهم ‏‎Aya Mohamed Ali‎‏‏ و‏أشخاص يبتسمون‏‏
خلال المشاركة بمسابقة هدفي 

 

بالعودة إلى الحديث عن دراسة الماجستير.. ما موضوع رسالتك التي حصلتِ على درجة الماجستير بها وما تفاصيلها ونتائجها؟

في 2019 علمتُ بقبولي في المنحة وسافرت إلى إنجلترا، وبدأت الدراسة وهي عبارة عن 3 فصول دراسية الأول والثاني نظرة عامة على القوانين البيئية ومواد أخرى، وخلال دراستي واختياري لموضوع الرسالة لم أجد دراسة متعمقة عن قوانين البيئة في مصر أو البروتوكولات الدولية في هذا المجال، والعلاقات الدولية في المجال البيئي، وعلاقة التنمية المستدامة بالملف البيئي.

والدراسة لم تكن سهلة حيث قرأتُ قرابة الألف مرجع بين أوراق بحثية ودراسات سابقة وكتب خلال عام واحد فقط هو مدة الدراسة بجامعة ليدز البريطانية.  

أما الفصل الثالث فهو اختيار موضوع رسالة الماجستير وكان حول السلوكيات البيئية للمستهلكين المصريين وتأثير تفكيرهم على بدائل البلاستيك، وأجريت 8 مقابلات مع مستهلكين مصريين و5 مع أصحاب شركات ناشئة لإنتاج مواد صديقة للبيئة، وتوصل البحث إلى نتيجة إجماع أصحاب تلك الشركات على توفير بدائل البلاستيك ضمن أهداف خطتهم وإتاحتها للجميع، لكن المشكلة تكمن في القوانين البيئية والجمارك والضرائب الكثيرة التي تضاف على المواد الخام، وإمكانية الوصول إلى المعامل لتطوير المواد الخام.

كما توصلت الدراسة، التي لم تُنشر حتى الآن، إلى أن المستهلكين المصريين باختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والمادية، استعدادهم لاستخدام بدائل البلاستيك لما له أثر مباشر على الصحة العامة وحماية البيئة.

وأوصى البحث بتوفير بدائل الأكياس البلاستيك مثل المصنوعة من القماش أو ألياف ومواد قابلة للتحلل بأسعار بسيطة، وإعادة تدوير مخلفات البلاستيك، أما بالنسبة للشركات فجاءت التوصيات بتوفير الدعم اللازم وإمكانية الوصول إلى المعامل لتطوير المنتجات، وعقد شراكات مع القطاع الرسمي.  

قد تكون صورة لـ ‏‏‏٥‏ من الأشخاص، بما فيهم ‏‎Aya Mohamed Ali‎‏‏ و‏أشخاص يبتسمون‏‏
آية خلال دراستها بجامعة ليدز

هل هناك تواصل بينكِ وبين وزارة البيئة، وهل الوزارة على علم بالباحثين في هذا المجال؟

لا شك أن وزارة البيئة تهتم بهذا المجال وتستعين بالخبراء والباحثين في إعادة التدوير لتطوير مبادراتها وتحقيق أهداف خطة مصر 2030، وبالفعل أطلق جهاز شؤون البيئة مبادرات مع منظمات تطوعت معها شخصيًا.


أما على المستوى الشخصي فلم يتواصل مع أي مسؤول في وزارة البيئة، لكن السفارة البريطانية بالقاهرة استعانت بي في بعض اللقاءات لأخذ الرأي والمشورة فقط.


كيف يمكن الاستفادة من المخلفات، وما تقييمك للجهود التي تبذلها الدولة متمثلة في وزارة البيئة لإعادة تدوير المخلفات الصلبة والبلدية؟

 

سعيدة جدًا بالجهود التي تبذلها وزارة البيئة للاستفادة من المخلفات، لم نجد هذا الاهتمام في السابق، ووضع الرئيس عبد الفتاح السيسي الملف البيئي ضمن الملفات الأولوية في مصر وضمن رؤية مصر 2030 أمر مشرف، وأصبحت هناك شراكات على المستويين العام والخاص لتطوير المخلفات، وأشعر بالفخر بهذه الجهود.


وبالحديث عن مجال الطاقة المتجددة لا بد من ذكر محطة بنبان للطاقة الشمسية بأسوان، التي تعد أكبر المشروعات الكهربائية في العالم، وأصبح هناك أخيرًا حسن استغلال للموارد الطبيعية، ووهب الله مصر طقسًا معتدلًا معظم أيام العام وشمس مشرقة.

وحدات البيوجاز التي تنشئها وزارة البيئة في القرى المصرية.. ما أهميتها ومدى جدواها؟

وحدات البيوجاز عبارة عن حفرة في باطن الأرض يتم فيها جمع المخلفات سواء الصلبة أو متبقيات الزراعة وروث الحيوانات، ومن ثم دفنها بطرق محددة وتوليد طاقة من الاتجاه الآخر، يمكن استخدامها في المنازل، وهناك وحدات ثابتة وأخرى متنقلة.
هو مشروع مهم أولًا للتخلص الآمن من المخلفات الزراعية وروث الحيوانات والحفاظ على البيئة، وثانيًا مصدرًا للطاقة النظيفة، حيث ينتج داخل وحدات البيوجاز غاز يستخدمه المزارعون، وأتمنى تعميم الفكرة وتطبيقها في كل أنحاء مصر.

ما خطتك لتوسيع وتطوير مشروع إعادة المخلفات البلاستيكية الخاص بكِ؟

أطمح في تطوير وتوسيع المشروع، وبالفعل بدأنا في عقد شراكات مع القطاع الخاص لتجميع المخلفات البلاستيكية وإعادة تدويرها، وانضممنا إلى حاضنة أعمال خارج مصر ونسعى لزيادة الإنتاج.

بعد الحصول على درجة الماجستير في علوم البيئة، ما طبيعة عملك الحالي؟

أعمل منذ فترة كباحثة ومترجمة ومراجعة في المجال العملي خاصة علوم البيئة، لترجمة أبحاث وبراءات اختراع لآخرين، إلى جانب إدارتي لمشروع إعادة تدوير مخلفات البلاستيك. وكنت أعمل من قبل مع لجنة الإسكوا للمشروعات الاقتصادية والتنمية المجتمعية بالعاصمة الأردنية.

ما نصائحك للمستهلكين للحفاظ على البيئة؟

نصيحتي للمستهلكين هي المحاولة للحفاظ على البيئة بقدر الإمكان، وتوفير استعمال الإضاءة خاصة بغير حاجة، لأن عدم التوفير فيها يُسهم في ارتفاع حرارة الأرض، واستخدام الطاقة على قدر احتياجنا.


تقليل استخدام أجهزة تكييف الهواء سواء في المنازل أو المنشآت، لأن استعمالها المفرط يصدر عنها انبعاثات كربونية، وتعد أحد عوامل الاحتباس الحراري.


وأوصت الباحثة في الشأن البيئي، في ختام حديثها، المواطنين بتوفير استخدام تلك الأجهزة من مكيفات أو دفايات الهواء، وأجهزة الإنارة، للحفاظ على حرارة الجو، والاعتماد على بدائل الأكياس البلاستيكية صديقة البيئة مثل القماش أو المصنوعة من مواد قابلة للتحلل.

تابع مواقعنا