الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

البراموس والسريان والأنبا بيشوي.. 3 أديرة شاهدة على التاريخ وقِبلة المسيحيين والسياح

دير السريان
تقارير وتحقيقات
دير السريان
السبت 24/يوليو/2021 - 08:30 م

يعتبر وادى النطرون، أحد الأماكن التي باركتها العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر، ويضم الأديرة الأربعة "البراموس والسريان وأنبا مقار والأنبا بيشوى"، والتي تعتبر مزارات لمئات الآلاف من السياح والمسيحيين، لا سيما مكان دفن الأنبا بيشوي، الذى توفى في القرن الرابع الميلادي والبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل.

وتعد الأديرة الأربعة، المتبقية من بين 50 ديرا قبطيا كانت موجودة فى الماضي، وسُجلت في عداد الآثار القبطية.

وتمثل الأديرة الأربعة بعناصرها المعمارية من كنائس وحصون ومغارات وكهوف وأسوار وموائد أثرية من بداية القرن الرابع الميلادي، طرازا معماريا قبطيا متطورا يمثل فترة مهمة في تاريخ عمارة الأديرة بالعالم.

دير السريان.. ملجأ الرهبان

يعتبر دير السريان أحد أهم الأديرة المسيحية في بر مصر، فهو أحد الأديرة الأربعة العامرة الباقية إلى الآن بوادي النطرون بصحراء مصر الغربية، ويبعد أربعة عشر كيلو متر من "الرست هاوس"، على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوي، وهو كذلك يبعد بضعة أمتار فقط عن دير الأنبا بيشوي.

بني هذا الدير في القرن السادس الميلادى وسمى أولًا باسم السيدة العذراء والأنبا بيشوي، وأحيانا كان يطلق عليه اسم "دير سيدة الأنبا بيشوى"، إذ نشأت بعض الأديرة المزدوجة بذات الاسم، بالإضافة إلى أن الرهبان كانوا في ذلك الوقت قد انشأوا إلى جانب كل دير رئيسي كبير كنيسة، وقلالي تابعة باسم السيدة العذراء تكريمًا لها.

وفى أواخر القرن الثامن، أتى إلى الدير بعض الرهبان السريان الذين انتسبوا إليه وترهبنوا به، إذ كانت العادة أن تستقبل أديرة مصر رهبانا ونساكا من جميع بقاع العالم، وظل الرهبان السريان بالدير إلى القرن السادس عشر، ولهذا أطلق على الدير اسم "دير السيدة العذراء – السريان"، ويطلق عليه اختصارًا دير السريان.

نسبت الكنيسة الرئيسية في الدير إلى السيدة العذراء، وتحتوي على جداريات رائعة، ويعلو الهيكل قبة مزينة بمشاهد من الكتاب المقدس مثل منظر يصور ميلاد السيد المسيح.

وفي 1988، أدى حريق صغير بالدير لتدمير جدارية من القرن الثاني عشر الميلادي، فظهرت تحتها جدارية نادرة تعود إلى عام 950، وممثل بها مشهد الاحتفال بالسيدة العذراء مريم.
ومن أهم سمات الكنيسة أبواب الحرم المقدس، وهي مزينة بصور للسيد المسيح، والسيدة العذراء، وقديسين آخرين.

اكتشف الأوروبيون مجموعة نادرة من المخطوطات السريانية في مكتبة الدير خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وهى موجودة حاليًا بمكتبة الفاتيكان ومؤسسات أخرى، وتشمل تلك المجموعة مخطوطات فريدة من أقدم النصوص اليونانية لأرسطو، وإقليدس، وأبقراط.

معالم دير السريان

يحتوى الدير على كثير من المعالم الأثرية؛ منها الباب والأسوار، حيث توجد فتحة الباب الرئيسة في الجهة الشمالية للدير، وتعتبر أسواره من أعلى الأسوار بين أديرة البرية من حيث الارتفاع، ويبلغ طولها ثلاثة أضعاف عرضها كأبعاد فلك نوح التي يشبهها الدير، وهي من القرن التاسع الميلادي ويتراوح سمكها ما بين 2-3 أمتار.

دير السريان

حصن الدير أنشئ في منتصف القرن التاسع الميلادي، ويعتبر أيضًا من أعلى حصون الأديرة بوادي النطرون، إذ يتكون من أربعة طوابق على غير العادة المتبعة (ثلاثة طوابق)، ويفتح بابه في الطابق الثاني، ويصل إليه بقنطرة من خشب ترتكز من أحد طرفيها علي باب الحصن، ومن الآخر على بناء مقابل بسلالم، ثم ترتفع عند اللزوم بسلاسل حديدية.

كنائس الدير:
يحتوى الدير على العديد من الكنائس، منها كنيسة دير السيدة العذراء السريان، وكنيسة الأربعين شهيدًا، وأيضا كنيسة السيدة العذراء المغارة، بالإضافة إلي كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل.

دير "العذراء البراموس"

يرجع تاريخ دير "العذراء البراموس"، إلى القرن الرابع الميلادي، وترجع تسميته باسم دير السيدة العذراء "براموس"، إلى تسمية الكنيسة الأثرية على اسم السيدة العذراء، التي يرجع تاريخ بنائها إلي زمن القديس مكاريوس الكبير، حيث تكونت أول مجموعة رهبانية في منطقة وادى النطرون، ويقع الدير في الطرف الشمالي الغربي من وادى النطرون على مساحة 14 كم، إلى الغرب من الطريق الصحراوي "القاهرة الإسكندرية" عند الكيلو 106 تقريبًا. 
وكلمة برموس كلمة قبطية معناها للروم نسبة إلى القديسين الروحيين "ماكسيموس ودوماديوس". 
ويوجد بالدير خمسة كنائس أثرية، وهو مليء بالأيقونات الأثرية ذات الطابع الفنى الفريد، ويمثل القسم القديم "الحصن"، أربعة كنائس إضافة إلى بعض المخازن، أما القسم الثاني الحديث نسبيًا فيضم كنيسة يوحنا المعمدان وقصر الضيافة الجديد ومكتبة ومخبز بالإضافة إلى مدفن الرهبان (الطافوس)، حسب المسمى القبطي الرهباني؛ ويحتفظ هذا الدير برفات اثنين من مشاهير الرهبان.

بئر بدير البراموس

كما توجد بالدير مكتبة تضم آلاف الكتب، ما بين مخطوط ومطبوع وبعدة لغات من بينها العربية والقبطية واليونانية والحبشية والعبرية والإنجليزية والفرنسية والتركية.
المائدة الأثرية بالدير 
يقع في غرب الكنيسة الأثرية من الجهة الجنوبية، ممر يصل  إلى المائدة الأثرية، وهى عبارة عن صالة مستطيلة يبلغ طولها 14 مترا، وعرضها حوالى 4 أمتار والمائدة ذاتها حجرية وترجع للقرن التاسع الميلادي، وهى مقسمة إلى ثلاثة أقسام بين القسم والآخر نحو 15 سم ببروز بسيط، وكان يجلس على هذه المائدة من الشرق للغرب الشيوخ ثم المتوسطون في الرهبنة ثم حديثو الرهبنة، وهي قواعد كنسية وأصول رهبانية عقائدية مسيحية، ويوجد بالجهة الشرقية من المائدة الأثرية منجلية مصنوعة من حجر أبيض على شكل حرف Y، حيث كان يقف أمامها رئيس الدير ليقرأ من كل كتاب كنسي يسمي "بستان الرهبان" إلى أن ينتهى الجميع من تناول طعامهم.

دير البراموس

دير الأنبا بيشوي.. معالم قبطية وفن إسلامي

يعد دير الأنبا بيشوى من أقدم الأديرة الاثرية الموجودة في مصر، إذ يرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، وتبلغ مساحته الأثرية دون المساحة المضافة فدانين و16 قيراطا، ويقع مدخل الدير في النهاية الغربية للسور الشمالي، ويحيط السور بالدير من جميع الجهات، وهو من الحجر الصوان ويبلغ ارتفاعه 15 مترا وسمكه متران يعلوه ممشى له دروة من الجانبين، حيث كان الرهبان قديما يراقبون منه الغزاة وحينما يشعرون بالخطر كانوا يهربون للحصن.

ويقال إن الذى أحضر الباب الأثري للدير خمارويه بن أحمد بن طولون، ويلاصق السور الأثري عدد من القلالي القديمة التي يرجع تاريخها للقرن التاسع الميلادي، وهى لا تستخدم حاليا بعد استبدالها بقلالي أخرى بها.

والـ "قلالى" هي بيوت الرهبان وعبارة عن غرف صغيرة يسكنها الرهبان ليمارسوا طقوسهم الرهبانية الدينية.

دير الأنبا بيشوي


متحف المائدة الأثرية 
ممر ضيق بعرض مترين يؤدي إلي متحف المائدة الأثرية الذى يرجع تاريخه للقرن الرابع الميلادي، ويحتوى المتحف على كثير من القطع الأثرية وكثير من الأيقونات الأثرية وكان يجتمع في المائدة الأثرية، الآباء الرهبان يوم الأحد بعد القداس لتناول طعام الأغابى أي طعام المحبة.

مزار البابا شنودة بدير الأنبا بيشوي


ويوجد بالمتحف بعض من الأواني الخاصة بالطعام مثل "صواني"، للضيافة مرسوم عليها  بالفن القبطي والإسلامي والفرعوني والروماني، و"هون" يرجع تاريخه للقرن الرابع الميلادي، و"حلل كبيرة" من منتصف القرن الخامس كان يصنع فيها زيت الميرون، و"باب أرابيسك" من الفن الإسلامي يعود للقرن التاسع، وجرة لتخزين الزيوت من القرن الخامس عشر.

دير الأنبا بيشوي

دير الأنبا مقار

على بعد 28 كيلو مترا من دير البراموس، يقع دير أنبا مقار الأثري الذى شيد في القرن الرابع الميلادي، وتبلغ مساحة الدير الإجمالية نحو 11.34 كم مربع، شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي على سبع كنائس؛ ثلاثة منها داخل الدير وأربعة أعلى الحصن.

هناك أيضًا مساكن للرهبان المعروفة بالقلالي وهي عبارة عن فرق صغيرة يعتكف بها الراهب ليؤدي طقوسه الرهبانية، كذلك توجد مائدة للرهبان ملحقة بمطبخ.
وبجانب الدير يوجد متحف صغير يحتوي علي مقتنيات الدير، ومحطة لتوليد الكهرباء بالإضافة إلى مطبعة ومكتبة تضم جميع كتب الدير ومخطوطات نادرة.
يشتهر الدير بوجود مقبرة لرفات أو أجساد القديسين "يوحنا وإليشع" في كنيسة الأنبا مقار الرئيسية، والتي تم الكشف عنها عام 19760 بشكل غير رسمي، عندما بدأت عمليات ترميم وتوسيع للدير بإشراف القمص المتنيح متى المسكين، وتم الإعلان رسميًا عن هذا الكشف في نوفمبر 1978.

ويوجد بالدير ثلاث كنائس، الأولي منها عند بوابة الدير وتسمي كنيسة القديس "أبسخريون القليني"، وعن يمينها تقع كنيسة التسعة والأربعين شهيدا، لتأتي ثالث كنيسة بالدير وهي كنيسة الأنبا مقار الأثرية، التي يعود تاريخها للقرن الرابع الميلادي، وتتميز بارتفاعها واتساعها وتزين جدرانها بالصور والنقوش والأعمدة الرخامية ذات الألوان الزاهية، وتمت إضافة صحن الكنيسة ومنارة الدير الحالية عام 1929م ويعود الهيكلان الأوسط والشمالي للعصور الوسطي.

دير الأنبا مقار

قبة الميرون بالدير

توجد فوق كنيسة الأنبا مقار الأثرية قبة الميرون، وهى المكان المخصص قديما لطبخ زيت الميرون على يد البطريرك.



 

تابع مواقعنا