إسرائيل والاتحاد الإفريقي.. هل تؤثر تل أبيب في مفاوضات سد النهضة ودعم القضية الفلسطينية داخل القارة السمراء؟
أثارت عودة انضمام دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الاتحاد الإفريقي، كعضو مراقب، تساؤلات عدة من بينها التعرف على الصلاحيات التي تتمتع بها تل أبيب داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، الذي يقع مقره في مدينة أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، إلى جانب التعرف على إمكانية مشاركة إسرائيل في صدور قرارات الاتحاد الذي يتكون من 53 دولة.
إسرائيل لن تؤثر في سد النهضة
السفيرة منى عمر، مساعدة وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، قالت إن عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب يتيح لها التواصل مع الوفود المشاركة للتصويت على القرارات بشكل مباشر.
وأضافت في تصريحات لـ "القاهرة 24" أن مشاركة إسرائيل كعضو مراقب داخل الاتحاد يمكنها من حضور الجلسات العامة فقط، وليس حضور المناقشات بين الوفود المشاركة، وأن إسرائيل لا يمكنها المشاركة في أزمة سد النهضة داخل الاتحاد الإفريقي، لأنه لم يتم مناقشة السد على مستوى قمة الاتحاد الإفريقي، وبذلك لن تتمكن إسرائيل من التدخل في قرار الاتحاد الإفريقي بشان أزمة سد النهضة، ما لم يتم طرحها على القمة بطلب من قبل مصر والسودان.
وأوضحت مساعدة وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، أنه في حال مناقشة أزمة سد النهضة من قبل مجلس الأمن والسلم الإفريقي لا تستطيع إسرائيل حضور اجتماعات المجلس، معللة ذلك بأن المجلس يتكون من 15 دولة يتم توزيعها بشكل جغرافي، وأن إسرائيل ليست دولة إفريقية ولكنها دولة مراقبة، ولن تشارك في اتخاذ قرارات داخل المجلس.
إسرائيل تتمدد في إفريقيا
وأردفت السفيرة منى عمر، أن إسرائيل لا يمكنها التصويت على قرارات الاتحاد الإفريقي، إلا أنه سيتاح لها التواجد في أروقة الاجتماعات بإجراء اتصالات ثنائية مع كافة الوفود المشاركة في الاجتماعات، وذلك يمكنها من التمدد داخل الاتحاد والتعرف على أحداث الاجتماعات الهامة.
واستطردت مساعدة وزير الخارجية الأسبق، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تستطيع التأثير على القرارات من خلال تقديم المعونات والاستشارات السياسية للسيطرة على قرارات بعض الدول الإفريقية داخل الاتحاد.
تعنت إثيوبي غير مسبوق
وفي سياق مختلف حذرت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة في الشؤون الإفريقية، من انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب، وتأثيره على ازمة سد النهضة الإثيوبي.
وقالت البشبيشي، في تصريحات لـ "القاهرة 24" إن مصر يجري التخطيط لها داخل الاتحاد الإفريقي، وأن إسرائيل عقب عودتها إلى الاتحاد الإفريقي باعتبارها عضو مراقب ستعمل على تدعيم الموقف الإثيوبي بشكل غير مباشر من خلال خلق تحالف إثيوبي إسرائيلي للحوصل على دعم الدول الإفريقي ومن بينها جنوب إفريقيا، وزيمبابوي وزمبيا، وملاوي.
وأوضحت أن تل أبيب ستعد خطط لإثيوبيا بشأن المفاوضات مع دولتي المصب بشكل غير مباشر، وأن مصر ستشهد تعنت إثيوبي غير مسبوق، بسبب عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي، أن العلاقات الإثيوبي الإسرائيلية قوية جدًا، كما أن الاحتلال الإسرائيل قدم مساعدات للجيش الإثيوبي في إقليم تيجراي من خلال إرسال طائرات تجسس وطائرات دون طيار، وهذه علاقة تمتد لسنوات.
وجاء انضمام الدولة العبرية إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب، عقب أيام من نفي السفارة الإسرائيلية في مصر ما يتم تداوله في بعض الصحف والمواقع مؤخرًا، بشأن ضلوع بلدها في قضية سد النهضة، مؤكدة أن هذا أمر عار تمامًا من الصحة، موضحة في تغريدة نشرتها على صفحتها الرسمية على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أنها تؤكد بصورة واضحة غير قابلة للتأويل أن ما تردد حول هذا الأمر ليس له أي أساس من الصحة، معربة عن فائق احترامها للشعب المصري وقيادته وشعبه بزعامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
إسرائيل وتوغلها إفريقيا
ومن جانبه قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية، إن مشاركة إسرائيل في الاتحاد الإفريقي، سيكون لها تأثير على بعض الوفود من خلال الاتصالات الثنائية المباشرة داخل الاتحاد.
موضحًا في تصريحات لـ "القاهرة 24" أن إسرائيل لن تتمكن من التأثير على كافة الوفود، موضحًا أن دورها داخل أروقة الاتحاد الإفريقي يتمثل في المتابعة في الجلسات الافتتاحية والختامية فقط، ولن تستطيع حضور باقي الجلسات، كما لا يمكنها إبداء الرأي أو التصويت على القضايا المطروحة.
القضية الفلسطينية في الاتحاد الإفريقي
وفيما يتعلق بمصير القضية الفلسطينية داخل الاتحاد الإفريقي، أشارت السفيرة منى عمر، إلى أن إسرائيل لن يكون لها تأثير على القضية الفلسطينية داخل الاتحاد الإفريقي، باعتبار القضية الفلسطيني قضية مبدأ يتم الإعلان عن دعمها بشكل سنوي من قبل الاتحاد.
اقرأ أيضا..مندوب فلسطين: جلسة بمجلس الأمن لبحث الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.. الأربعاء
في حين أضافت "البشبيشي"، أن فلسطين لها عضوية شرفية في الاتحاد الإفريقي إلا أنه بعودة إسرائيل كعضو مراقب، ستتأثر القضية الفلسطينية داخل الاتحاد الإفريقي، في ظل تمكن إسرائيل من إقامة علاقات وتحالفات قوية، خاصة أن إسرائيل تكثف من زياراتها إلى الدول الإفريقية، في ظل عدم تواجد للقيادة السياسية الفلسطينية في كافة الدول الإفريقية.
