منها البترول والاقتصاد والثروة السمكية.. كليات ترفع نسبة البطالة بين الشباب في مصر
حينما قرر عمرو عصام الالتحاق بكلية علوم الثروة السمكية والمصايد جامعة كفر الشيخ، كان يحلم بسوق عمل بعد التخرج فاتحا بابه على مصراعيه أمام خريجي هؤلاء الكلية التي لم تلبث حتى خرجت أعدادا هائلة، فقد شيدت الكلية عام 2013، وكان هو من الدفعة الخامسة للجامعة.
لم يلبث عمرو كثيرا حتى استطاع معرفة حقيقة سوق العمل، تلك الأحلام تبددت والأمل في العمل بالتخصص بات مستحيلا أمام عينه، الدفعة الأولى التي تخرجت من الكلية كان عددهم 50 طالبا وطالبة، وقد تم تعيينهم، لكن الدفع التي تلت تلك الدفعة لم تعيين.
وأضاف عمرو لـ"القاهرة 24" أن عدد دفعته يبلغ 300 طالب وطالبة، كما أن المصايد والمزارع عددها كثير ولكن بحاجة لخبرة سنوات طوال، وباقي الدفعة تعمل خارج التخصص.
ليس عمرو وحده من يعاني من البطالة، فقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة أن معدل البطالة في مصر قد بلغ 7.4% أي نحو 2 مليون و155 ألف عاطلا، وذلك من إجمالي قوة العمل البالغة مليون و343 ألف ذكرا عاطلا، و812 ألف أنثى، وذلك مقابل 7.2% للربع الأول من العام الماضي 2020، أي بزيادة 0.2%.
كما صرح الجهاز أن الجامعات المصرية تستقبل خلال العام الدراسي المنتظر ما يزيد عن 450 ألف طالب، في 486 كلية عملية ونظرية حكومية، وينتظم نحو 170 ألف طالب في 26 جامعة، كما أن الشباب البالغ من العمر (15-29) عاما هم الأعلى في نسب البطالة بخاصة خريجي الجامعات وذوي المؤهلات العليا.
تغريد موسى، خريجة كلية الآثار جامعة القاهرة، توضح أن طلاب الشعبة الأدبية بالثانوية العامة يتسابقون كل عام لدخول كلية الآثار، فهي إحدى كليات القمة، ولكن سوق العمل أمام خريجي هذه الكلية لا يفتح أبوابه، ومن يمتلك الفرصة للسفر بالخارج فإنه بذلك يستطيع أن يستكمل العمل في مجاله.
وتضيف تغريد أن الكلية تستقبل كل عام نحو 2300 طالبا وطالبة، لكن ليس هناك توافر لفرص العمل في المجال بعد التخرج سوى المجال الأكاديمي أو اتجاه الطالب للسفر إلى الخارج، أو العمل في مجال الإرشاد السياحي بالنسبة لكليات الآثار الموجودة بصعيد مصر، فليس أمام الخريجين إلا العمل كمرشدين سياحيين، حيث بلغ عدد كليات الأثار 9 مع 14 قسما بكليات الآداب على مستوى الجمهورية.
مؤهلات جامعية عليا تزيد من نسب البطالة
أيام ويبدأ مارثون التنسيق الجامعي لالتحاق الطلاب بالكليات والمعاهد المختلفة أملا في الدخول إلى سوق العمل بعد التخرج، لكن بعد قضاء سنوات في الدراسة وبذل الجهد والوقت والمال يكتشف الخريج أنه وقع في فخ البطالة، ويدخل دوامة التأرجح بين السفر للخارج أو العمل في مجال غير تخصصه الذي درسه لسنوات.
على الرغم من شهرة عدة تخصصات بالعمل الفوري بها عقب التخرج كالتمريض والمعاهد الفنية الصحية والطب، إلا أنه هناك كليات حكومية وخاصة ومنها ما يطلق عليه "كليات قمة" توصد مجالاتها الأبواب في وجه الخريجين، بينما تفتحه أمام ذوي الشهادات الأقل وفق منظور المجتمع.
كلية التكنولوجيا والتنمية بالزقازيق
بالبحث عن فرص عمل كلية التكنولوجيا والتنمية بالزقازيق، تجد العديد من الفرص بسوق العمل تصل إلى نحو 40 مجال أبرزهم العمل بمراكز البحوث الزراعية، العمل بوزارة الزراعة، العمل بالبنوك والجمعيات الزراعية، ومنظمات المجتمع المدني، ومهندسا زراعيا أو مصمم حدائق، أو مراقب جودة في مصانع الأغذية أو مهندس إنتاج، وإخصائي تغذية إنسان، أو كيميائيين أو مرشد زراعي، أو إخصائي في شركات أدوية وغيرها العديد من المجالات، إلا أن الكلية غير معترف بها في كافة المؤسسات الحكومية المذكورة، يتفاجأ الخريجون عند التقديم للعمل بعدم الاعتراف بالكلية أو إدراجها في القوائم الرسمية.
كلية العلوم
أقسام علوم الفضاء بجامعة القاهرة وجامعة الأزهر وحلوان، حيث تخرج منهم نحو 2260 خريجًا على مستوى الجمهورية، يعانون من نقص الوظائف والفرص المتاحة أمامهم؛ ما يجعلهم يسافرون للخارج، أو يعملون بمهن التدريس سواء الجامعي أو العام، وعن الجامعة الأمريكية فإن عدد الطلاب الذين يدرسون الفلك والفضاء نحو 100-150 طالبا ولكن كهواية وليس هناك قسم بالكلية لدراسة هذا التخصص.
الهندسة النووية
منذ نشأة قسم الهندسة النووية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1967 حتى الوقت الحالي، فإنه تم تخريج نحو 1300 مهندسا نوويا معظمهم خارج مصر، أما الموجودون بمصر فإنهم يعملون بالتدريس أو غيره من المهن الحرفية، ومع إنشاء الضبعة فإن الأمل بات وشيكا لتوظيف خريجي هذا القسم.
كليات أدبية
رغم الإقبال الكثيف على كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، باعتبارها كلية قمة في القسم الأدبي، إلا أن هذا الإقبال رفع من نسبة البطالة لخريجي هذه الكلية، نحو 90% من خريجي هذه الكلية لا يلتحقون بالسلك الدبلوماسي، ويضطرون للعمل خارج إطار تخصصهم.
أما عن كلية هندسة البترول، فإن نقابة المهندسين قد أصدرت إحصائيات أفادت بأن نسبة البطالة بين الخريجين الجدد من مهندسي البترول عام 2016 بلغت 57%، ومن المتوقع زيادة النسبة خلال الأعوام المقبلة، تخرج من هندسة البترول 421 مهندسا سنويا، لن يستوعب سوق العمل منهم سوي ما بين 180 إلى 200 مهندس، وهو ما يعني أن البطالة بينهم ستتراوح بين 53% و57%.
الثانوية الصناعية والتجارية
أما خريجي الثانوية الصناعية والتجارية، فإن الخريجين منها يكون متاح أمامهم عدد من المعاهد المختلفة منهم معهد تمريض خاص، ومعهد مساحة خاص، ومعهد حاسبات خاص، ومعهد نظم خاص، ومعهد تحاليل طبية وغيرها من المعاهد التي يتم الإعلان عنها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو تحت الكباري أو في مواقف السرفيس.
هذه المعاهد خاصة غير معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، مدة الدراسة بها تصل لسنتين، وتعطي شهادة مهنية غير معترف بها، ولذلك تحذر جميع النقابات من هذه المعاهد وتوصي بعدم الالتحاق بها.
وبالنسبة لمعهد علوم السكة الحديد، الذي تخرج منه نحو 90 خريجًا في أول دفعة له منذ تحويل المدرسة إلى معهد تخصص فني إشارات وحركة ومراقبين أبراج، وذلك 2018-2019 قد تجمهروا بهيئة السكة الحديد لتعيين الهيئة لهم بعقود مؤقتة مقابل ألف جنيه شهريا في الوقت الذي قامت فيه الهيئة بعمل مسابقات لتعيينات خارجية.