طه حسين في مذكرات عبد الرحمن بدوي
تمر اليوم ذكرى وفاة المفكر والفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي، والذي توفي في 25 يوليو عام 2002، وكان بدوي من أشهر المفكرين المصريين المعاصرين، حيث وضع نحو 150 كتابًا بين الفلسفة والتاريخ والتحقيق والترجمة، ومن أهم مؤلفاته أجزاء الحيوان لأرسطو، أسفار اتشيلد هارولد: بيرن، أفلوطين عند العرب، والأدب الألماني في نصف قرن، تاريخ التصوف الإسلامي من البداية حتى نهاية القرن الثاني، دراسات في الفلسفة الوجودية، موسوعة الفلسفة، فلسفة الجمال والفن عند هيجل.
كما أصدر الدكتور عبد الرحمن بدوي مذكراته عام 2000، وناقش فيها العديد من الموضوعات التي مر بها في حياته، كما عبر فيها عن رأيه في العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، والعديد من الأحداث التاريخية، وكان للدكتور طه حسين من هذا نصيب، لكنه لم يكن نصيبًا محمودًا، بالرغم من أن الدكتور طه حسين كان قد أثنى على عبد الرحمن بدوي من قبل، تحديدًا عندما طرح رسالته لنيل الدكتوراه، وقال عنه "لأول مرة نشاهد فيلسوفًا مصريًا".
ذكر الدكتور عبد الرحمن بدوي عن العميد طه حسين عدة مواقف، منها الحسن مثل إشرافه على رحلته التعليمية، وإقامتهم سويًا بإحدى فنادق باريس، وعلاقتهم الطيبة، وهناك من المواقف التي اختلف مع العميد فيها، مثل اتهامه بتحريض طلبة كلية الآداب للاعتداء على طلبة كلية الحقوق، ذاكرًا كلمة قالها لهم مقتبسة من خطبة الإمام علي "اغزوهم قبل أن يغزوكم، فما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا".
كما اتهمه بأنه كان مغرقًا في الحياة الحزبية، وإنه كان يبلغ البوليس عن أي نشاط معارض من قبل الطلبة في الجامعة، مستعينًا بما أسماهم بعض الجواسيس، مما تسبب في القبض على العديد من الطلبة وقتها.
