"زي النهاردة".. خطاب تأميم قناة السويس
في 26 يوليو عام 1956، وقف الزعيم المصري جمال عبد الناصر فوق المنصة أمام الجماهير المتجمعة في ميدان المنشية بالإسكندرية، ليعلن للعالم أجمع قراره وقرار المصريين بعودة الحق، وتأميم شركة قناة السويس كشركة مساهمة مصرية.
مرددًا بصوته الرنان وسط هتافات الجماهير المتواصلة “قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية؛ باسم الأمة.. باسم الأمة، رئيس الجمهورية، مادة 1: تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة حاليًّا على إداراتها، ويعوض المساهمون وحملة حصص التأسيس عما يملكونه من أسهم وحصص بقيمتها، مقدرة حسب سعر الإقفال السابق على تاريخ العمل بهذا القانون في بورصة الأوراق المالية بباريس، ويتم دفع هذا التعويض بعد إتمام تسلم الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة، مادة 2: يتولى إدارة مرفق المرور بقناة السويس هيئة مستقلة تكون لها الشخصية الاعتبارية، وتلحق بوزارة التجارة، ويصدر بتشكيل هذه الهيئة قرار من رئيس الجمهورية، ويكون لها، جميع السلطات اللازمة لهذا الغرض، دون التقيد بالنظم والأوضاع الحكومية".
لكن القرار لم يكن بالقرار الهين ولا السهل، فقد دفعت مصر ثمنًا غاليًا من أجل الدفاع عن حقوقها، ثمن اقتصادي بتجميد أموال الحكومة المصرية في إنجلترا وأمريكا، وثمن عسكري بالدخول في حرب عنيفة مع ثلاث دول، بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ودارت المعركة بقصف قوات بريطانيا وفرنسا القاهرة والإسكندرية، وكانوا يريدون السيطرة على مدن القناة، ولكن المقاومة الشعبية والضغط الروسي حال دون ذلك، وصدر قرار بوقف إطلاق النار 7 نوفمبر 1956.
نتيجة لهذا القرار العظيم، تم استغلال قناة السويس منذ هذا الإعلان وإلى يومنا هذا لصالح الدخل القومي والسيادة المصرية التامة، كما أعطى الدرس للعالم أجمع أننا لا ننسى حقوقنا، وما سلب منا سيأتي يوم ويرد.
تم العمل على توسعة قناة السويس عدة مرات، بدأ من 1980 وآخرهم كان 2015 بمشروع قناة السويس الجديدة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.