في ذكرى رحيل توفيق الحكيم.. هل قرأت مسرحيته "مصير صرصار"؟
تحل اليوم ذكرى رحيل ميلاد الأديب الكبير توفيق الحكيم، المولود في الإسكندرية في 9 أكتوبر 1898م، والمتوفى في القاهرة 26 يوليو 1987، أحد رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثًا مهمًّا في الدراما العربية، فقد كانت تلك المسرحية بدايةً لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني.
تدور أحداث هذه المسرحية القصيرة في إطار كوميدي ساخر، حيث يفتتح الفصل الأول بحديث بين صرصار "الملك"، وزوجته "الملكة"، والوزير، والعالم، والكاهن عن شؤون المملكة وشؤون الرعية من باقي الصراصير، وهم عقدوا العزم على حل مشكلة موت الصراصير من جراء عدوان مملكة النمل؛ وكيف أن النمل رغم صغره يشكل تهديد حقيقي علي صرصار. يتضح بعد ذلك أن مكان عشيرة الصراصير هو مخبأ يفضي إلى مرحاض بإحدى الشقق. بعد انتهاء الجدال حول مصير المملكة، يعرض الوزير على الملك إجراء رحلة استكشافية لزيارة حوض الاستحمام "البانيو" الموجود بداخل هذا المرحاض. وبالفعل يقوم االاثنان بهذه الرحلة، ولكن تنزلق قدم الصرصار الملك من على حافة الحوض، ويسقط داخل حوض الاستحمام، ولا يجد للخروج سبيلًا نظرًا لأن جدار الحوض كان أملس تمامًا ويستعصي عليه تسلقه، بعدها يهرب الوزير تاركًا الملك في أسره.
يتضح بعد ذلك أن حوض الاستحمام يقع في شقة زوجين؛ عادل وسامية، تكتشف سامية وجود الصرصار في الحوض وتهرع إلى عادل كي يخلصها منه، ولكن عادل يرفض قتل الصرصار ويطلب من سامية أن تتأمل كفاح الصرصار ومحاولته المستميتة للنجاة، ثم ينشأ بينهما شجار ينتهي باستدعاء الطبيب لرؤية حالة عادل. ومن خلال الحوار بين الزوجين يقوم توفيق الحكيم بتسليط الضوء على علاقة الرجل بالمرأة؛ حيث يأتي دور الرمزية، ويعطي الكاتب القارئ الفرصة لرؤية تلك الرمزية من منظوره الخاص، وهو الإسقاط الساخر على الإنسان في شكل صرصار.