"يا جمال ضهرك مسنود".. كيف رأى يوسف السباعي قرار تأميم القناة؟
تحت عنوان "يا جمال ظهرك مسنود جدًا" بتاريخ 30 يوليو 1956، سرد الكاتب الكبير يوسف السباعي مقالته في كتابه "أيام عبد الناصر"، والذي كتبه من وحي مواقف جمعته بالزعيم الراحل، وأيضًا بعض المواقف المهمة في تاريخ الأمة.
جاءت تلك المقالة عقب القرار التاريخي بتأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية، يقول فيها "سمعتك هذا الأسبوع، تؤمم القنال، وقلت في خطبتك إنك لم تفعل ما فعلت إلا وأنت تُحس أن ظهرك مسنود بشعب بأكمله".
وأضاف "لقد أبصرت بعينيك وسمعت بأذنيك الشعور المتفجر والإحساس الجارف بتأييدك، وما لم تبصره كان أجل وأعنف وأقوى، لم تبصر الشباب الذي لم يستطع الحضور لسماعك، وهو يضم أجهزة الإذاعة وكأنه يحتضنك، ولم تبصر الفتيات الصغيرات وهن يؤكدن استعدادهن للتضحية بكل ترف وراحة يوفرون لك كل قرش لتبني به السد، ولم تبصر معارضيك، الذين أوغرت صدورهم، بسبب أضرار شخصية، ألحقتها بهم بعض إجراءات الثورة، وهم يهتفون لك بعنف وحرارة لأنك بعد أن صرت رئيسًا للجمهورية، واستتب لك الأمر لم تهدأ وتسد الباب الذي يأتي لك منه الريح، بل اندفعت كثائرٍِ شريد ليس لديه ما يخشى فقده، لكي تكسب لأمتك أقصى ما تستطيع".
وأردف "أيستعصي على بناة الأهرام، بعرقهم وسواعدهم قبل الميلاد أن يبنوا السد العالي في القرن العشرين، بنفس العرق ونفس السواعد!، يا جمال خذ لأمتك حقوقها، بنفس الشجاعة ونفس الجرأة، وثق أن ظهرك الآن ليس مسنودًا فقط، بل مسنود جدًا جدًا".
والجدير بالذكر أن تأميم قناة السويس جاء بعد تعنت أمريكا في قضية تمويل بناء السد العالي، مما دفع الرئيس جمال عبد الناصر لاتخاذ قراره التاريخي، بتأميم القناة، كي تستفيد الدولة من مواردها المنهوبة، ويستطيع الشعب إكمال نهضته الكبرى، وحلمه بمستقبل أفضل وحياة أجمل.
