في ذكرى ميلاد أسامة أنور عكاشة.. كيف نقل حياة المصريين إلى شاشة الدراما؟
تحل اليوم، ذكرى ميلاد الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة، الذي ولد في 27 يوليو عام 1941، ويعد من أهم كتاب السيناريو في تاريخ الدراما العربية، حيث يقال أنه الموازي الدرامي لنجيب محفوظ.
تخرج الكاتب من كلية الآداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية جامعة عين شمس 1962، عمل بعد التخرج في عدة وظائف، عمل أخصائي اجتماعي في مؤسسة لرعاية الأحداث، كما عمل مدرسًا في مدرسة بمحافظة أسيوط، وعمل أخصائي اجتماعي في رعاية الشباب بجامعة الأزهر، وفي عام 1982 قدم استقالته، ليتفرغ للعمل الكتابي.
بدأ مشواره بكتابة القصص القصيرة، لكنه تحول عنها إلى السيناريو، ليصبح فيما بعد أهم سيناريست درامي على الساحة، جذبته القضايا الاجتماعية والتاريخية فعبر عنها بشكل رائع، جعلها متعلقة في ذهن كل من شاهدها.
في مسلسل "زيزينيا"، ترجم عشقه وشغفه بمدينة الإسكندرية، إلى لوحة فنية متكاملة، صورت لمحات من حقبة تاريخية هامة، وجمعت بين الشعب الإسكندراني بمختلف طبقاته، وجنسياته أيضًا، فالأجنبي في الإسكندرية لم يكن أجنبيًا، بل كان يتلون بألوانها وطبائع أهلها، وجاءت شخصية "بشر" لتنقل تلك الصورة بوضوح، فهو لأب مصري وأم أجنبية، يعيش هنا وهناك، بين حي كرموز الشعبي وبين فيلا خاله الإيطالي دون جيوفاني، الكفة لا تميل لأي طرف من الطرفين فهو يحبهم بنفس القدر ويعاملهم بنفس المعاملة، فكأنه صورة وتعبير عن البلد نفسها التي تعامل الكل بنفس الحب والتقبل.
وفي "ليالي الحلمية"، صنع ملحمة نقل من خلالها المشهد المصري بداية من عصر الملك، وما حوله من إقطاع، وتضاد كبير بين طبقات المجتمع، مرورًا بثورة يوليو المباركة، وصحوة العمال والصناعة المصرية، لكن مع الاستبداد البوليسي، والتغلغل الحكومي في كل مؤسسات البلاد، وحتى عصر الانفتاح الاقتصادي، ونمو وتضاعف ثروات البعض، كل هذا يدور في هيئة صراع رئيسي بين "سليم البدري"، المنحدر من الطبقات الإرستقراطية، وبين العمدة "سليمان غانم"، من أعيان الريف المصري، ذلك الصراع الدائر حول السلطة والمال، وفي ظل هذا الصراع الذي يبحث عن المصالح الخاصة، تظهر حولهم الطبقات المختلفة من الشعب ومدى تفاعلهم مع ذلك الصراع ومع الأحداث المتغيرة في البلاد.
والكثير غيرهم من الأعمال الناجحة، الراية البيضاء، رحلة أبو العلا البشري، أبو العلا البشري 90، ضمير أبلة حكمت، الشهد والدموع، أرابيسك، أميرة في عابدين، كناريا وشركاه، المصراوية، كما له العديد من الأعمال السينمائية أيضًا، مثل كتيبة الإعدام، الهجامة، دماء على الإسفلت، الطعم والسنارة.
ورحل أسامة أنور عكاشة عن عالمنا في 28 مايو 2010 بعد معاناة مع المرض.