"بَدِيهِيَّةٌ".. شعر محمود طاهر أبو الحسين
أصبَحتُ عَادِيًّا كِغَدرِ الأُمْنِيَاتِ،
وَكِسْرَةِ الشَّوْقِ الَّتِى.. كُسِرَتْ
لِمِسْكِينٍ أَحَبّْ
أصبَحتُ عَادِيًّا.. كَمِطرَقَتِي الفَقِيرَةِ
حِينَ تَطلُبُ أنْ أُبِدِّلَ جِذْعَهَا
بِيَدٍ.. يُسَربِلُهَا الذَّهَبْ
أصبَحتُ عَادِيًّا
كَشَلَّالٍ يُرَاجِعُ وِجْهَةً
كَيْ أطمَئِنَّ إلَى السُّقُوط
وَكَمَا اعتِيَادُ الحُزْنِ،
أوْ مِثْلَ التَّغَافُلِ.. بِالقُنُوط
وَكَبِركَةِ الوَهْمِ المُلَوَّثِ
بِالعَنَاءِ الصَّخْبِ
جَوْقَتُهُ الصِّرَاع
وَكَصَخْرَتَيْنِ، وَمَاسَةٍ
مُسْتَرسِلَاتٍ فِي الحَدِيثِ
عَنِ المَشَاعِرِ.. وَالخِدَاع
كَجَمِيعِ أيَّامِ النَّتِيجَةِ
حِينَ تُغْلِقُ سَاعَةً
لِتَنَاولِ الحُزْنِ المُتَبَّلِ بِالحُرُوبْ
كَالفَجْرِ -يَأْسًا-
حِينَ يَركَنُ.. لِلغُرُوبْ
أصبَحتُ عَادِيًّا كَغَانِيَةٍ
تُفِتِّشُ فِي الوُجُوهِ
عَنِ السَّرِيرِ.. بِلَا نُقُود
كَالوَشْمِ.. تَرسُمُنِي القُيُود
أوْ كَالمُسَافِرِ عَبْرَ مَوْتَتِهِ الأكِيدَةِ،
وَاغْتِرَابِ النَّجْمِ
فِي بِيدِ السَّوَاد
أوْ كَالبِلَادِ.. بِلَا بِلَاد
أصبَحتُ عَادِيًّا
كَسَوْسَنَةٍ تُغَادِرُ بَاقَةً بِالعُرسِ
عِنْدَ بِدَايَتِهْ
كَالجَدِّ
يَرفُضُ أنْ يُعِيرَ حَفِيدَهُ -بِاللَّيْلِ-
ضَوْءَ حِكَايَتِهْ
أوْ كَالعَنَاقِيدِ المُجفَّفَةِ/ الثَّقِيلَةِ بِالزَّمَنْ
كَالبَخْسِ: فِي عُرفِ الثَّمَنْ
أصبَحتُ عَادِيًّا كَسُوءِ الحَظِّ
فِي لُغَةِ الرِّهَانْ
وَكَمَا انْسِحَابِي مِنَ الزَّمَانْ
أصبَحتُ عَادِيًّا.. كَنَزْفِي
حِينَ تُمْطِرُنِي الحَقَائِقُ
بِالحِجَارَةِ، وَالبَشَر
أوْ كَالسَّمَاءِ
بِلَحظَةِ الإعصَارِ
أُمْسِكُ بِالمَطَر
وَكَمَنْ تُصَفِّيهِ الحَيَاةُ
مِنَ النَّبِيذْ
كَالرَّكْضِ مِنْ مَوْتٍ
إلَى قَتْلٍ.. لَذِيذْ
قُلْ: كَالحَقِيقَةِ
حِينَ تُضْمِرُهَا الصُّوَر
أصبَحتُ عَادِيًّا
كَمَا خُلِقَ السُّؤَالْ
فَمَتَى أقُولُ بِدَهْشَةٍ:
أصبَحتُ مُفْرَدَةً
تُحَسُّ.. وَلَا تُقَالْ!!