ذكرى تحرير بيروت ونهاية أحلام الحملات الصليبية
في مثل هذا اليوم من عام 1291 فتح المسلمون مدينة بيروت واسترجعوها من أيدي الصليبيين التي احتلوها عام 1110، بعد معارك طاحنة ومجازر انتهت باحتلالها، حتى أتى صلاح الدين الأيوبي، وحررها 1187، لكن بعد وفاته عادت محتلة مرة أخرى وظلت حتى عام 1291.
في عهد الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن الملك المنصور سيف الدين قلاوون، أحد السلاطين المملوكيين، أرسل جيشًا كبيرًا إلى المدينة، بقيادة الأمير الشجاعي، لكنه دخلها دون أدنى مقاومة، بل فر الجنود الصليبيون من المدينة وهربوا عن طريق البحر، ليدخلها ويعيدها إلى قبضة المسلمين بعد نحو 100 عام من الاحتلال الصليبي وجمر قلاعها وأسوارها، وحول الكاتدرائية التي فيها إلى مسجد.
وتشكل بيروت مركزًا تجاريًا مهمًا، خاصة موقعها المطل على البحر، فهي ميناء تجاري محوري لجميع الأطراف، كما أنها تقع على الشريط الساحلي المحتل من قبل الصليبيين، فجاء تحريرها ضمن سلسلة معارك خاضها جيش مصر بقيادة المماليك، في سبيل طرد الحملات الصليبية، واقتلاع آثارها، بداية من الحملة الصليبية السابعة التي أسر فيها الملك لويس التاسع وسجن في دار لقمان بالمنصورة.
أنهى الأشرف سيف الدين قلاوون انتشار الصليبيين في البلدان الإسلامية، وأخذ منهم عكا ومعها كل البلدان التي وضع فيها الصليبيون أقدامهم، لتنتهي الآمال الصليبية في السيطرة على بلاد المشرق، وطموحاتهم في العيش على خيرات الشعوب الإسلامية.