إثيوبيا على صفيح ساخن.. زحف قوات تيجراي وانسحاب جيش آبي أحمد وفرار الآلاف من أمهرا
تعيش الساحة الإثيوبية على صفيح ساخن، بين الكر والفر لقُوات جبهة تحرير تيجراي من جهة، وقوات الجيش الفيدراي الإثيوبي وإقليم الأمهرا من جهة أخرى، في ظل مُواصلة عمليات حشد لقوات خاصة وميليشيات من عدد من المناطق إلى الإقليم الذي يشهد معارك عسكرية.
وأدى الصراع الإثيوبي الداخلي إلى مخاوف خارجية من اتساع رُقعة الصراع في الإقليم منذ نوفمبر الماضي، فيما تداولت وسائل إعلامية عالمية أنباء بحشد قوات من إقليم الأمهرة المتاخمة لجنوب تيجراي إلى جانب القوات الحكومية.
أوروميا تدخل الصراع في تيجراي
وخلال الأيام الماضية، نشرت وكالة “رويترز” أنباءً تفيد بحشد قوات لإقليم أوروميا المتاخم لإقليم تيجراي إلى صفوف القوات الحكومية، بجانب قوات منطقة سيداما، وإقليم الصومال الإثيوبي.
في ذات السياق، قال مسؤول بإقليم تيجراي لوكالة “بلومبرج”، إن الإقليم أرسل أكثر من ألفي من عناصر الميليشيات المسلحة إلى جبهة القتال في تيجراي.
تأتي عمليات حشد الميليشيات بعدما كشفت تقارير إعلامية، توغل عناصر جبهة تحرير تيجراي في مناطق تحتلها مجموعات من عِرقية الأمهرة في الإقليم، ومنطقة عفر المجاورة للإقليم.
آبي احمد يطلب دعم الجيش
من جانبه، طالب آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، كافة الأقاليم بتقديم الدعم العسكري للجيش الفيدرالي، عقب هزيمته خلال الاشتباكات الأخيرة في إقليم تيجراي، وخروجه من عاصمة الإقليم “ميكلي”، بعد طرد قوات الجيش في يونيو الماضي.
القوات تهرب إلى الخلف
وخلال اليومين الماضيين، فجّر تسجيل صوتي مُسرب باللغة الأمهرية لرئيس حكومة إقليم أمهرا، أجانيو تشاجر، مع ناشط إعلامي إثيوبي، مدى الإحباط الشديد الذي أصاب حُلفاء رئيس الوزراء آبي أحمد.
وأوضح التسريب الذي نشره موقع "فرجت نت" الإرتري المعارض، أن قرار الحرب والسلم في إثيوبيا بأيادي حُكام الأقاليم، في ظل فقدان رئيس الوزراء، السيطرة على الأوضاع العسكرية في إقليم تيجراي.
وأشار التسريب الصوتي إلى أن إثيوبيا تعيش في مأزق، بعدما حرضت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي جموع الشعب على الحرب، الأمر الذي دفع الحكومة في أديس أبابا إلى الانسحاب من تيجراي، باعتباره خيار عسكري رئيسي.
وأضاف رئيس حكومة إقليم أمهرا في التسريب الصوتي، أن الأيام الماضية شهدت قتالًا في مديرية "رايا" بين قوات إقليم الأمهرا وقوات جبهة تحرير تيجراي، لفترة قصيرة، بمُشاركة قوات الجيش الفيدرالي، إلا أن القوات الأمهرية انسحبت، وفرت هاربة خارج موقع القتال بمُرافقة قوات الجيش الإثيوبي.
وأردف أجانيو تشاجر، أن الانسحاب استمر أيضًا في منطقة "الماطا" وتوجه القوات الأمهرية بموافقة الجيش الإثيوبي إلى مناطق أخرى، خوفًا من القضاء عليها من قبل قوات جبهة تحرير تيجراي.
وفي وقت سابق، أعلن إقليم أمهرة الإثيوبي، التعبئة العامة لمُواجهة قوات إقليم تيجراي، التي تُقاتل لإعادة سيطرتها على الإقليم، بعد شن القوات الحكومية حربًا ضده قبل نحو 9 أشهر.
ووفقًا لوسائل إعلام إثيوبية، فقد دعا رئيس إقليم أمهرة جميع الشباب المسلحين بأي سلاح حكومي أو بأسلحة شخصية في منطقة أمهرة للمُشاركة أعمال القتال في حملة أطلق عليها “حملة البقاء”.