أدين بدين الحب.. ذكرى ميلاد الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي
تمر اليوم ذكرى ميلاد الشيخ الأكبر "محيي الدين بن عربي" المولود في 28 يوليو عام 1165، بالأندلس، وهو أحد أكبر وأشهر شيوخ الصوفية، هو عالم وشاعر وفيلسوف، لقب بالعديد من الألقاب مثل: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.
نشأ ابن عربي لأب عربي ترجع أصوله لقبيلة طيء، وأم من إفريقيا، وكان جده قاضيًا، أرسله والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء، فقرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات السبع وقرأ عليه كتاب الكافي، ثم التحق بعدها بطائفة من رجال الحديث والفقه، وذهب بعد ذلك إل دمشق واستقر فيها حتى وفاته، وضع أكثر من 800 مؤلف، لم يبقَ منها سوى قرابة المئة.
انتهج طريق الروحانية في عبادته وفي بحثه، حتى صار أحد أهم المتصوفة عبر التاريخ، جُذب إلى تلك الطريقة منذ صغره، اعتنق المذهب الظاهري، وهو مذهب إسلامي لم ينل من الشهرة كغيره، وأثر فيه هذا المذهب، بما فيه من طرق استدلال مختلفة عن غيره.
من أهم مصنفاته: الفتوحات المكية، الذي كتبه عندما زار مكة ومكث بحرمها عام 1201، وسماه بذلك الاسم لأنه نتاج فتوحات وإشراقات روحية أنعم بها الله عليه فكتب هذا الكتاب، وصدره بعبارت موجهة لمن يقرأ هذا الكتاب لكي يعرف ما عقيدة الرجل وقال "فيا إخوتي وأحبائي رضي الله عنكم، أشهدكم عبد ضعيف مسكين فقير إلى الله في كل لحظة وطرفة، أشهدكم على نفسه بعد أن أشهد الله وملائكته، ومن حضره من المؤمنين وسمعه أنه يشهد قولًا وعقدًا، أن الله إله واحد، لا ثاني له وألوهيته منزهة عن الصاحبة والولد، مالك لا شريك له في الملك ولا وزير له، صانع لا مدبر معه، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده، بل كل موجود سواه مفتقر إليه تعالى في وجوده فالعالم كله موجود به، وهو وحده متصف بالوجود لنفسه، ليس بجوهر متحيز فيقدر له مكان ولا بعرض فيستحيل اليه البقاء ولا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء، مقدس عن الجهات والأقطار، مرئي بالقلوب والأبصار، إذا شاء استوى على عرشه كما قال، وبالمعنى الذي أراده، كما أن العرش وما سواه به استوى، وله الآخرة والأولى".
وله كتاب تفسير ابن عربي ويضم تفسيره للقرآن، وكتاب فصوص الحكم، الذي أثار جدلًا كبيرًا، وديوان ترجمان الأشواق، وكتاب شجرة الكون، وكتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام، وكتاب اليقين.