المحاولة الثالثة.. هل ينجح نجيب ميقاتي في تشكيل حكومة لبنانية جديدة؟
سلم نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبناني المكلف، اقتراحات تشكيلته الحكومية، اليوم الأربعاء، إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، في محاولة جديدة لتكوين حكومة لبنانية بعد فشل مساعي سعد الحريري ومن قبله مصطفى أديب، في تشكيل حكومة إصلاحية دون انتماءات حزبية، بسبب خلافات مع عون، ليستمر الفراغ الحكومي بلبنان على مدار عام كامل.
ورغم تصريحات ميقاتي، بعد لقائه عون، وتسليمه التشكيلة الحكومية اليوم، بأنه لمس قبولًا لدى الرئيس، وتعبيره عن أمله في التوصل إلى حكومة لبنانية قريبًا، فإن محللين يشككون في فرص تكوين حكومة لبنانية في ظل وجود العراقيل نفسها التي عطلت محاولات رئيسين مكلفين خلال العام الأخير.
لا أملك عصا سحرية
واعترف ميقاتي، في تصريحاته اليوم، بأنه لا يملك عصا سحرية أو يفعل بالمعجزات لحل الأزمات بشكل سريع، لكنه طالب بتضافر الجهود لمعالجة الوضع والخروج من الأزمة.
وأكد أنه سيعمل على تشكيل الحكومة لإنهاء الأوضاع المتردية وفقًا للمبادرة الفرنسية الهادفة إلى إنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية، مشيرًا إلى موافقة الرئيس عون على معظم التشكيلة الحكومية التي قدمها له اليوم.
التحديات ذاتها.. هل يتنازل ميقاتي أو عون؟
ويرى مكرم رباح، المحلل والباحث السياسي اللبناني، أن نجيب ميقاتي، سيواجه مصير سعد الحريري، الذي فشلت مساعيه لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، لأنه سيتصادم مع مطالب رئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره جبران باسيل التي رفضها الحريري وعطلت التشكيل الحكومي.
وسيكون مطلوبًا من ميقاتي التعامل مع مطالب رئيس الجمهورية المتمثلة في الثلث المعطل وجعل حقيبتي وزارتي الداخلية والعدل من نصيب التيار الوطني الحر، الذي يترأسه صهره جبران باسيل، لكن "رباح" يؤكد أن ميقاتي لن يتفاوض تحت سقف أقل مما وضعه وسار عليه الحريري، ما يعني ضمنيًا أنه لن يتجاوب مع مطالب عون وباسيل التي عطلت تشكيل الحكومة سابقًا.
وأوضح رباح، في تصريحات لـ "القاهرة 24"، أن مطالب عون وباسيل بوزارتي الداخلية والعدل مرتبط بالانتخابات النيابية المقبلة، مؤكدًا أن حل الأزمة في لبنان لن يكون عبر حكومة محاصصة.
وأشار إلى أن غياب الغطاء العربي عن حكومة تتشكل على الطريقة التي يريدها عون وباسيل، قد يكون سببًا في فشل تكوينها، لأن الدول العربية لن تعطي غطاءً لحكومة تحمي حزب الله، متابعًا: "أعتقد أنه ليس هناك غطاء عربي لحكومة تحمي حزب الله وتحمي مصالحه، لا سيما السعودية التي ليست مستعدة لتغطية الاستمرار في خرق السيادة".
المحاصصة ليست حلًا
وفي ظل آمال تشكيل حكومة بعيدًا عن المحاصصة الحزبية لتكون متخصصة وقادرة على معالجة الأزمات التي يواجهها لبنان، يرى الباحث السياسي اللبناني أكرم رباح أن ميقاتي نفسه متهم بالفساد ويمثل المحاصصة والفساد المستشري في لبنان، مؤكدًا أن حل الأزمة في البلاد لن يكون عبر حكومة محاصصة.
وأكد أن الحديث عن موافقة عون على تشكيلة حكومية هي من قبيل “المراوغة”، وأن الحل لن يكمن أبدًا في حكومة محاصصة.
وعن أسباب تراجع سعد الحريري عن تصريحه السابق بأن تيار المستقبل الذي يتزعمه لن يشارك في المشاورات النيابية أو يسمي رئيسًا للحكومة، قال إن عدم المشاركة بمنزلة الانتحار في ظل الانهيار الراهن، لا سيما في ظل الحديث عن عقوبات أوروبية قادمة على معطلي تشكيل الحكومة، لذلك لا يرغب أحد في الظهور كأنه المعرقل لتشكيل الحكومة.
واعتبر أن هذه العقوبات الأوروبية على معرقلي تشكيل الحكومة اللبنانية، ستفرض معادلة جديدة في لبنان، وقد تكون حلًا إيجابيًا، مضيفًا أنه بخلاف هذه العقوبات فإن الحل الواقعي في لبنان يكون بكسر سيطرة حزب الله الذي يعد المستفيد الأكبر من الفراغ الحكومي وغياب سيادة الدولة والذي يستغله في تنفيذ أجندته وتهريب المواد والتعامل كأنه الدولة.