الجنون.. نهاية طريق الموسيقار روبرت شومان

تحل اليوم ذكرى وفاة أحد أهم مؤلفي الموسيقى في الحركة الألمانية الرومانسية صنفه النقاد كونه واحدًا من أكبر الموسيقيين في تاريخ ألمانيا، هو الموسيقار الألماني روبرت شومان الذى توفى في مثل هذا اليوم 29يوليو 1856، تاركًا لنا إرثًا فنيًا كبير.

ولد روبرت في عام 1810 في إحدى الولايات الألمانية التي تدعى ساكسونيا، كان والده مهتم بالكتب والكتابة وذو ثقافة واسعة، فعمل بائعًا للكتب في متحر خاص به الذي حوله فيما بعد إلى دار نشر لنشر الكتب والمؤلفات، كما كان أيضًا مؤلف، وكانت والدته على نفس القدر من الثقافة والذكاء.

على الرغم من إجادته عزف البيانو والكمان والتشيلو قبل أن يبلغ سن العاشرة من عمره، كما استطاع وهو في السابعة من عمره أن يكتب مقطوعات صغيرة، إلا أن الموسيقى لم تكن هي الأساس له في بداية حياته، بل إنه كان شديد الأهتمام بالأدب والشعر وكان يقضي معظم اوقاته بين كتب والده، وكان والده يشجعه على القراءة والكتابة حيث سمح له وهو في سن الثالثة عشر أن يساهم ببعض المقالات الصغيرة في أحد منشوراته.

وفي الثامنة عشر من عمره التحق بكلية الحقوق بناء على رغبة والدته إلا إنه لم يكن يطيق دراسة مواد القانون فأخذ يهمل دراسته ويتردد على البيئات الموسيقية في مدينة لايبزيغ.
وعندئذ كتب إلى والدته رسالة يقول فيها: "لقد أوقفت دراسة الحقوق يا أمي وانخرطت في دراسة الموسيقى. أرجو ألا يزعجك هذا القرار كثيرًا ولكني لا أستطيع أن أدرس مادة لا أحبها. ثم إني مولع بالموسيقى وأريد تكريس كل حياتي لها".

كان روبرت يعاني من مرض نفسي، بدأ بالظهور عليه وهو في الثالثة والعشرين من عمره، حيث أنه في إحدى اللحظات شعر وكأنه على وشك أن يفقد عقله فقرر الانتحار وقفز من النافذة إلا لحسن حظه لم تكن المسافة كبيرة لذلك تم إنقاذه، حاول السيطرة على مرضه وأخذ يكتب المقطوعات الإبداعية بكثرة عجيبة بل ويؤسس مجلة موسيقية جديدة.

في ذكرى ميلاد إيفند يونسون.. كيف أصبح الأديب السويدي مرآة لتاريخ أوروبا؟

في ذكرى وفاته.. تعرف على أنطون تشيخوف ورحلته في الأدب

أخذ المرض يتزايد القلق ويضغط على أعصابه، مما كان يتسبب له بشلل أحيانًا فلا يستطيع العمل، وابتعد عن الجمهور لفترة من الزمن فتخلى عن قيادة الاوركسترا، لم يكن المرض رحيمًا بِه مطلقًا، فقد تحول روبرت بسبب لطفل صغير لم يعد قادرًا على تميز الأشياء مما جعل زوجته تضطر لنقله إلى مصحة عقلية مكث فيها عامين ومن ثم توفى ليرتاح مما كان يعانيه.

ألف شومان أربع سمفونيات، وموسيقى الحجرة "العزف" وموسيقى كورالية، وأعمالا أخرى. وكان لشومان تأثيرًا قويًا على المؤلفين الموسيقيين المختلفين في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وقد نشرت مختارات من أعماله الموسيقية للصغار ومجموعة من المقطوعات الموسيقية لطلبة البيانو عام 1848.
ومن بين أعماله الشهيرة على البيانو، ومن بينها دراسات سيمفونية، فانتازيا من السلم الموسيقي الكبير، وحفل موسيقي من السلم الموسيقي الصغير، كما قام شومان أيضًا بتأليف عدد من المقطوعات القصيرة، كثير منها في شكل مجموعات، هذه المقطوعات تشمل على الآتي "الفراشات"، و"كرنفال".