بعد هزيمته في تيجراي.. لماذا طلب آبي أحمد وساطة الجزائر لوقف صراع الحدود السودانية؟
تسبب آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، في دخول بلاده في أزمة حدودية مع دولة السودان، بإقدامه على تدعيم عديد من المليشيات المسلحة ضد قوات الجيش السوداني في ولاية القضارف.
وشهدت ولاية القضارف عديدًا من الاشتباكات المسلحة على طول الحدود بين السودان وإثيوبيا، طوال تاريخ من التنافس المستمر منذ عقود بين البلدين.
ومؤخرًا تعيش الساحة الإثيوبية حالة من التوتر العسكري والأمني بين قوات جبهة تحرير تيجراي من جهة، وقوات الجيش الفيدرالي الإثيوبي وإقليم أمهرة من جهة أخرى، في ظل مُواصلة عمليات حشد لقوات خاصة وميليشيات من عدد من المناطق إلى الإقليم الذي يشهد معارك عسكرية؛ الأمر الذي دفع آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، للبحث عن مخرج لوقف الصراع السوداني الإثيوبي على الحدود المشتركة بين البلدين.
إثيوبيا تطلب وساطة جزائرية
وفي محاولة من الحكومة الإثيوبية للخروج من الصراع السوداني الإثيوبي على الحدود في منطقة الفشقة، طالب وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، بتدخل بلاده للوساطة بين الخرطوم وأديس أبابا في قضايا الحدود المشتركة بين البلدين.
وجاءت تلك المطالب خلال زيارة وزير الخارجية الجزائري إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي استمرت لمدة يومين، التقى خلالهما لعمامرة، الرئيسة الإثيوبية ورئيس الوزراء آبي أحمد، وناقشا أبرز تطورات مفاوضات سد النهضة، وقضايا السودان وإثيوبيا الحدودية.
آبي أحمد يبحث عن السلطة
وفي هذا الأمر، تقول الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشؤون الإفريقية، إن رئيس الوزراء الإثيوبي لجأ إلى الجزائر لطلب وساطتها فيما يتعلق بالقضايا الحدودية بين الخرطوم وأديس أبابا، باعتبارها الدولة العربية الوحيدة في القارة الإفريقية التي يمكنها أن تلعب دور الوساطة بين إثيوبيا والسودان في الصراع الحدودي الدائر بينهما في منطقة الفشقة، خاصة أنه لا يمكن لأديس أبابا أن تطالب بالتدخل المصري، بسبب أزمة قضية سد النهضة الإثيوبي.
وأضافت البشبيشي، لـ"القاهرة 24"، أن رئيس الوزراء لجأ إلى طلب الوساطة لإنهاء الصراع السوداني الإثيوبي على الحدود المشتركة في منقطة الفشقة، بسبب التطورات الداخلية التي تشهدها إثيوبيا، عقب تلقيها هزيمة عسكرية في إقليم تيجراي، مشيرة إلى أن الداخل الإثيوبي يشهد العديد من الانقسامات التي يمكن أن تتطور إلى انفصال بعض الأقاليم عن الحكومة الفيدرالية وإعلانها الاستقلال.
وأوضحت أن الحكومة الإثيوبية تسعى إلى إنهاء الأزمات العسكرية الخارجية لها للحصول على دعم خارجي يمكِّنُها من مواجهة الأزمات الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء في إقليمي تيجراي وأورومو، مشيرة إلى أن آبي أحمد، رئيس الوزراء، فقد السيطرة على جميع الجوانب السياسية الداخلية، لذا يلجأ لإنهاء الصراعات الخارجية للحصول على دعم دولي، وغطاء يمكن من خلاله الحصول على تأييد داخلي بهدف استمراره في السلطة.
