الملك فاروق.. دور الملكة نازلي والشيخ المراغي في تنصيب الملك الصغير
في مثل هذا اليوم 29 يوليو من العام 1937، أصبح الصبي فاروق، ابن السابعة عشر، ملكًا على البلاد بشكل رسمي، بعدما تخلص من قيود الوصاية التي وضعت عليه بحكم أنه عند وفاة والده الملك فؤاد، كان عمره ستة عشر عام، والدستور ينص على أن يكون الملك في الثامنة عشر، حتى يستطيع تسلم مقاليد الحكم، لكن كيف تم احتساب عمر الصبي فيما بعد وما دور الملكة نازلي في ذلك؟.
كان الشائع أن يتم احتساب العمر بالتقويم الميلادي، وهو ما يجعل مدة الوصاية أطول وأكبر، وكانت هناك أقوال كثيرة حول أن الأمير محمد علي توفيق واصي العرش، كان طامعًا في أن يحكم هو، مما جعل الملكة نازلي تبذل كل الجهود للتأثير على القائمين على السلطة، من خلال احمد حسنين باشا الذي جمعها به علاقة غرامية شهيرة، والشيخ المراغي، شيخ الأزهر، الذي أصدر فتواه بأن الملك فاروق ملك للمسلمين، ويجب الاحتكام للتقويم الهجري لاحتساب عمره، فأصبح الصبي بهذا مطابقًا للسن القانوني، ومنذ تلك اللحظة تسقط كل القيود التي تفرضها الوصاية، وتؤل إليه كافة الأمور والقرارات.
تمت إقامة حفل ضخم استمر لأيام للاحتفال بتنصيب الملك الشاب، والذي أثار الجدل طيلة حياته، أثناء الحكم وبعده، ففي أثناء حكمه حاول تجنيب حزب الوفد من الصدارة، إلا أنه في عام 1942، حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين بالتزامن مع معركة العلمين مع الجيش الألماني، وتم إجباره على استدعاء النحاس باشا، زعيم الوفد، وإسناد اختيار حكومة جديدة له.
هناك العديد من الأحداث التاريخية التي ساهمت في جلب سخط الشعب عليه، منها حرب 1948، والتي منيت الجيوش فيها بهزيمة أدت إلى ضياع فلسطين، وأيضًا علاقته بالملكة فريدة وطلاقهم، وتأثره بالقوى الأجنبية التي كانت تملي عليه معظم القرارات الهامة، تلك الأزمات وأزمات أخرى أدت إلى تشكل تنظيمًا سري بالجيش المصري عرف بالضباط الأحرار، وفي عام 1952 برز هذا التنظيم للنور، وقام بحركة انقلابية على الملك فاروق وتم إجباره على التنحي عن الحكم واسناد الحكم لطفله الصفير، وإجباره على مغادرة البلاد على متن سفينته، ثم في عام 1953 تم إعلان الجمهورية، وتعيين محمد نجيب كأول رئيس لها.
